فن وثقافة

انسانية العندليب وفرحة عدوية

جريدة الصوت

 

فيفي سعيد محمود

في إحدى الليالي و المحلات الشهيرة بمصر ذهب عبدالحليم حافظ بصحبة بعض أصدقائه المقربين لقضاء سهرتهم بهذا المحل وكان فوق خشبة المسرح يغني الفنان الشعبي الشهير ” أحمد عدويه ” فوجىء جمهور الحاضرين ومعهم عدويه بدخول معشوق الجماهير وساحر القلوب «عبدالحليم حافظ» إلى المحل فانطلقت صيحات وصراخ الجميع بشكل هيستيري وما أن جلس على إحدى الطاولات حتى انطلقت الصفافير والتصفيق الحاد تحية للعندليب حتى أن عدويه نفسه أصيب بصدمة فرح وسعادة غير مسبوقين وأخذ يحيي نجم النجوم وطالبه أن يغني أي غنوه من أغانيه وشاركه في طلبه وبشده جميع الحاضرين فاضطر حليم لتلبية رغبة الجمهور الملحه ولشدة ذوق وذكاء حليم ذهب إلى خشبة المسرح وأخذ الميكروفون من عدويه وفضل أن لا يصعد فوق المسرح وأن يغني من تحت خشبة المسرح رغم إلحاح عدويه على ذلك وقال له بعبقريته المعهودة : – هذه الفقره الفنيه بتاعتك أنت وجمهورك الذي جاء خصيصا ليستمتع بصوتك أنت يا أحمد ولايجوز لأي فنان آخر أن يسحب الأضواء منك أمام جمهورك بل أنه أصر أن يغني إحدى أغنيات عدويه منتهى الذكاء والذوق وتواضع النجم الحقيقي وغنى أغنية «السح الدح إمبو» وأخذ عدويه يغششه بعض كلمات الغنوة وهو في سعاده بالغة يضحك ويصفق مثله مثل الجمهور ثم جلس حليم لاستكمال سماع عدويه هذا هو ذوق وأخلاق وتصرفات النجم الحقيقي هذا هو «عبدالحليم حافظ»

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock