صحف وتقارير

صمت.. خوف.. انسحاب

جريدة الصوت

بقلم . أشرف ماهر ضلع 

في كل مرة يُرفع فيها الستار عن موسمٍ انتخابي جديد، يُفترض أن تمتلئ الساحات بالحراك، وتنبض الشوارع بصوت المواطن، وتزدهر الآمال في التغيير. غير أن الواقع في مصر يُصرّ على عرضٍ مكرر؛ مقاعد شاغرة في لجان الاقتراع، وأحاديث جانبية في المقاهي، ووجوه متفرّجة لا مشاركة فيها، كأن الوطن ليس وطناً للجميع، وكأن الغد لا يعني أحدًا.

تتعدد الأسباب، لكن النتيجة واحدة: عزوفٌ قاتل، ولامبالاة تقتل كل مشروع ديمقراطي في مهده.

سلبية متجذّرة، لا في السياسة وحدها، بل في أعماق ثقافة مجتمعٍ تربّى على التوجس من صندوق الاقتراع كما لو كان لغماً، لا بوابةً نحو التغيير.

يغيب المواطن لأنه لم يذق طعم الأثر، ولم يرَ في اختياره يومًا ما يغيّر. يُقنع نفسه أن صوته لا قيمة له، وأن اللعبة محسومة سلفًا، وأنه مجرد رقم في معادلة كبرى لا يُسمح له بفهمها.

ويا ليت الأمر توقف عند ذلك، بل أصبح العزوف ذاته نوعًا من الفخر الزائف، كأن المقاطعة بطولة، وكأن الصمت مقاومة!

أيها المواطن، لا تكن غريبًا عن وطنك… السياسة ليست مؤامرة، بل حقك في القرار، وصوتك هو الخيط الأول في نسيج التغيير.

لا تمنح غيرك وكالة على مستقبلك، ولا تسمح للسلبية أن تتحول إلى قدر.

إن الوطن لا يُبنى بالمتفرجين، بل بالفاعلين. وإن الأمل لا يولد في الهتاف فقط، بل في الصندوق، في الاختيار، في أن تقول “أنا هنا”.. لا بالهروب، بل بالحضور.

صوتك.. هو الخطوة الأولى في طريق الغد.

فلا تترك غيرك يختار لك الطريق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock