دين ومجتمع

إلتمسوا العذر للمخطئ

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

الحمد لله مُعين الصابرين، أحمده سبحانه يكشف الهم ويزيل الغم عن المكروبين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، سيد الصابرين وإمام المتقين، اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد لقد أمرنا الله عز وجل بالتقوي في كتابه العزيز، وقيل أن درجات التقوى خمس وهي أن يتقي العبد الكفر، وذلك مقام الإسلام، وأن يتقي المعاصي والحرمات، وهو مقام التوبة، وأن يتقي الشبهات، وهو مقام الورع، وأن يتقي المباحات وهو مقام الزهد وأن يتقي حضور غير الله على قلبه وهو مقام المشاهدة، وجاء في حديث عن الإمام جعفر الصادق “التقوى على ثلاثة أوجه تقوى بالله في الله وهو ترك الحلال فضلا عن الشبهة وهو تقوى خاص الخاص وتقوى من الله وهو ترك الشبهات فضلا عن حرام وهو تقوى الخاص.

 

وتقوى من خوف النار والعقاب وهو ترك الحرام وهو تقوى العام” وقيل بأن التقوى تنقسم إلى ثلاثة مراتب، تقوى العوام وهو ترك المحرمات خوفا من العقاب، وتقوى الخواص وهو ترك الشبهات أي التي قد تكون محرمة إضافة إلى ترك المحرمات، وتقوى خواص الخواص وهو ترك المباحات والشبهات، واعلموا أن من حقوق الأخوة في الإسلام هو التماس العذر للمخطئ، فأنت لا تدري ما هي ظروف الناس ولا مشكلاتهم، فهذا رسولنا صلى الله عليه وسلم لما كسرت أمّنا عائشة الصحفة التي أرسلتها إحدى زوجاته وفيها طعام، قال النبي صلى الله عليه وسلم “غارت أمكم، غارت أمكم صحفة بصحفة وطعام بطعام” ومن حقوق المسلمين بعضهم على بعض هو الحرص على قضاء حوائجهم، فقال الإمام علي رضي الله تعالى عنه “إن الله خلق خلقا من خلقه لخلقه، فجعلهم للناس وجوها.

 

وللمعروف أهلا، يفزع الناس إليهم في حوائجهم، أولئك الآمنون يوم القيامة” ومن الحقوق التي فرّط فيها كثير من الناس هو نسيان الفضل عند الخصام والنزاع، والله يقول في الزوجة التي طلقها زوجها قبل الدخول ولم يكن بينهم عشرة ” ولا تنسوا الفضل بينكم ” فكيف بمن جمعتهم سنين وفرقتهم خصومة؟ ومن الحقوق التي ينبغي ألا يغفل عنها هو الدعاء والتواصي به، حيث يقول أبو الدرداء رضي الله عنه “إني لأستغفر لسبعين من إخواني في سجودي بأسمائهم وأسماء آبائهم” والمصطفى صلى الله عليه وسلم يقول “من دعا لأخيه بظهر الغيب قال الملك الموكل به آمين ولك بمثله” واعلموا إن من أوثق الحقوق بين المسلمين التواصي بينهم بالحق، وتثبيت كل واحد منهم بالآخر، وبث التفاؤل في نفوس المسلمين، والسعي في إصلاح شؤون دينهم ودنياهم وآخرتهم.

 

ويقول يحيى بن معاذ “ليكن حظ المؤمن منك ثلاثة، إن لم تفرحه فلا تغمه، وإن لم تنفعه فلا تضره، وإن لم تمدحه فلا تذمه” واعلموا إن القيام بحق الأخوة عبادة وليست عادة، ولا مجاملة، ولا لمطمع دنيوي بل دين ندين لله به، وعقد الأخوة رابطة بين الشخصين كعقد النكاح بين الزوجين، ويترتب على هذا العقد حقوق المال والبدن واللسان والقلب، وبمراعاة هذه الحقوق تدوم المودة وتزداد الألفة، ويدخل المتعاقدين في زمرة المتحابين في الله، وينالان من الأجر والثواب، فاللهم ألف بين قلوبنا، واجمعنا على الحق يا رب العالمين، فاللهم اجعلنا معظّمين لأمرك، مؤتمرين به، واجعلنا معظمين لما نهيت عنه منتهين عنه، اللهم أعنّا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك، اللهم أعنّا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك، اللهم أعنّا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك،

 

اللهم إنا نسألك بأسمائك الحسنى وصفاتك العلى أن تعز الإسلام والمسلمين، وأن تذل الشرك والمشركين، وأن تدمر أعداء الدين، وأن تنصر من نصر الدين، وأن تخذل من خذله، وأن توالي من والاه بقوتك يا جبار السماوات والأرض، اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، اللهم وفق ولاة أمرنا لما تحب وترضى، وخذ بنواصيهم للبر والتقوى، اللهم كن لإخواننا المرابطين على الحدود، وجازهم خير الجزاء، اللهم اقبل من مات منهم، واخلفهم في أهليهم يا رب

العالمين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock