مقالات وآراء

«النواب».. شعارات رنانة وكلمات جوفاء

محمد الباشا

مع اقتراب انتخابات مجلس النواب 2025، يتسارع الجميع وكل من له علاقة أو ليس له علاقة بالشأن العام، أن يدلي بدلوه في ظاهرة صحية للممارسة الديمقراطية السليمة في بلد تئن من جميع المشاكل التي وجدت على سطح الأرض، ولكن اللافت للنظر خاصة من قبل الإعلاميين ونشطاء التواصل الاجتماعي إطلاق مسميات ليست موجودة على أرض الواقع ولم نعد نسمع عنها كما كنا نسمع عنها في السابق في العصر البائد ونظام المخلوع الذي صار البعض يترحم عليه بل ويطلقون عليه زمن السياسة الجميل ، مثل منافسة قوية وسباق انتخابي إلى أخره.

فالنظام الانتخابي لدينا هو مزيج بين النظام الفردي ونظام القوائم المغلقة، حيث يُنتخب نصف أعضاء مجلس النواب في نظام القائمة المطلقة المغلقة ضمن 4 دوائر، يتم توزيع المقاعد على 4 قوائم انتخابية، ويختار الناخب قائمة واحدة بالكامل.

وإذا علمنا أن الأحزاب التي كان لها النصيب الأكبر في البرلمان السابق مثل «مستقبل وطن» و «حماة وطن» وظهر مؤخرًا على الساحة حزب «الجبهة الوطنية» سوف يشكلون مع باقي احزاب الموالاة والمعارضة تحالف انتخابي يضم قائمة وطنية واحدة لخوض الانتخابات، وفي ظل هذا التحالف المزمع إنشاؤه، هل يستطيع باقي الأحزاب الذين لم يحالفهم الحظ في الانضمام إلى التحالف، تشكيل قوائم أخرى للمنافسة؟!، وان شكلت هل لديها القدرة على المنافسة الحقيقية وفرصة الفوز؟!.

وإذا تطرقنا إلى النظام الفردي يتم انتخاب مرشح واحد في عدد من الدوائر الانتخابية بنظام «الأكثر أصواتاً»، وقد يأخذ البعض التفاؤل والقول أن فرصة المنافسة في النظام الفردي افضل من مثيلتها في القائمة المغلقة، ولكن يوجد ايضا تحالف وتنسيق بين الاحزاب على مقاعد الفردي مما يخلق صعوبة على المرشحين المستقلين للفوز بالمقعد البرلماني في ظل اتساع مساحة الدائرة الانتخابية.

وفي ظل هذه الظروف والأجواء، فالمنافسة الحقيقية قد تكون شبه محسومة للقائمة الوطنية والتحالفات المزمع انشاؤها من قبل احزاب الموالاة والمعارضة وعلى رأسها «مستقبل وطن» و«حماة وطن» و«الجبهة الوطنية».

لذا، على هؤلاء الذين يطلقون تلك الشعارات الرنانة والكلمات الجوفاء، التي يرددها ويهتف بها كثيرون، أن يصمتوا قليلاً، لأن الجمهور يعلم جيدًا ما يدور على المسرح والمسكون عنه خلف الستارة.

‎وكما قال الفنان الراحل خالد صالح في رائعة الكاتب علاء الأسواني «عمارة يعقوبيان» :

«إحنا في بلد ديمقراطي، واللي عايز يرشح نفسه يرشح ده أمره سهل، بس ينجح إزاي دي لعبتنا، مش تزوير لا سمح الله.
‏لأ بس زي ما تقول كده إحنا دارسين نفسية الشعب المصري،
‏الشعب المصري كله ماسك في ديل الحكومة كأنها أمه اللي خلفته حتي لو الحكومة دي ماشيه على حل شعرها.. شغلنا بقي».

حفظ الله مصر وشعبها وجيشها العظيم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock