كتبت منى توفيق
أجرى الدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة، زيارة رسمية إلى جمهورية تنزانيا المتحدة، حيث التقى يوم الخميس 20 مارس 2025، بالسيدة الدكتورة سامية صلوحو حسن، رئيسة الجمهورية.
في مستهل اللقاء، نقل الوزير تحيات وتقدير الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى نظيرته التنزانية، مؤكدًا تطلع مصر لاستقبالها في القاهرة لمواصلة تعزيز العلاقات الثنائية المتميزة بين البلدين. كما قام بتسليم رسالة خطية من الرئيس السيسي تتناول سبل توثيق التعاون المشترك وتعزيز التنسيق بين البلدين في مختلف المجالات.
تعزيز التعاون الاقتصادي والاستثماري
أكد الوزير عبد العاطي خلال اللقاء على العلاقات التاريخية الراسخة بين مصر وتنزانيا، مشيدًا بالتطور الملحوظ في التعاون بين البلدين، والذي تعزز من خلال اللقاءات الرئاسية المتكررة، كان آخرها في قمة مجموعة العشرين في ريو دي جانيرو عام 2024. كما استعرض الاهتمام المتزايد من رجال الأعمال والمستثمرين المصريين بالسوق التنزاني، مشيرًا إلى الفرص الواعدة لتنمية التبادل التجاري وزيادة الاستثمارات المصرية، إضافة إلى مشاركة الشركات المصرية في تنفيذ مشاريع تنموية كبرى في تنزانيا.
وفي هذا الإطار، أشار الوزير إلى أنه زار تنزانيا برفقة وفد رفيع المستوى من ممثلي الشركات المصرية المتخصصة في قطاعات البنية التحتية، البناء، الأدوية، اللوجستيات، الزراعة، الأمن الغذائي، الطاقة، والثروات السمكية والحيوانية. كما شدد على أهمية الاستفادة من الوكالة المصرية لضمان الصادرات والاستثمار لتعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين.
إنجاز مصري في سد جوليوس نيريري
شهد اللقاء مناقشة آخر تطورات مشروع سد جوليوس نيريري لتوليد الطاقة الكهرومائية، الذي يتم تنفيذه من خلال تحالف مصري يضم شركتي المقاولون العرب والسويدي. وأوضح الوزير أن نسبة الإنجاز في المشروع بلغت 99.9%، مما يعكس التزام مصر بدعم التنمية في تنزانيا.
وأعربت رئيسة تنزانيا عن تقديرها لهذا الإنجاز الكبير، مؤكدة أنه يمثل نموذجًا ناجحًا للتعاون الإفريقي المشترك، خاصة وأنه تم بأيدٍ إفريقية بالتعاون مع مصر الشقيقة.
التنسيق حول القضايا الإقليمية والأمن المائي
ناقش الطرفان عددًا من القضايا ذات الاهتمام المشترك، وفي مقدمتها الأمن المائي، حيث أكد الوزير التزام مصر بدعم التنمية في دول حوض النيل وفق مبدأ تحقيق المكاسب للجميع دون إلحاق ضرر بأي طرف. كما أشار إلى إطلاق آلية جديدة لدعم المشروعات المائية والتنموية في دول حوض النيل الجنوبي، التي تساهم فيها مصر وتسعى لحشد التمويل الدولي لإنجاحها.
كما تطرق النقاش إلى المستجدات الإقليمية في القارة الإفريقية ومنطقة الشرق الأوسط، في إطار الحرص على تعزيز التشاور والتنسيق بين البلدين.
ختام اللقاء
جاءت هذه الزيارة لتؤكد عمق العلاقات المصرية-التنزانية، والرغبة المشتركة في دفعها إلى آفاق أرحب، بما يخدم مصالح الشعبين الشقيقين ويعزز التعاون الإفريقي المشترك.
