عربي وعالمي

تحليل – اعتراف حلفاء واشنطن بدولة فلسطين يضع سياسة ترامب تجاه إسرائيل تحت المجهر

كتبت منى توفيق

 

شهدت أروقة الأمم المتحدة هذا الأسبوع تحولاً بارزاً في المواقف الدولية، بعدما أعلنت مجموعة من حلفاء الولايات المتحدة، من بينهم بريطانيا وفرنسا وكندا وأستراليا، اعترافها الرسمي بدولة فلسطين، في خطوة اعتبرها محللون تحدياً مباشراً لنهج الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في التعامل مع ملف الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

 

ففي الوقت الذي تعهد فيه ترامب مع بداية ولايته الثانية بإنهاء الحرب الدائرة بين إسرائيل وحركة حماس، بدت إدارته أكثر ميلاً للوقوف موقف المراقب، بينما واصلت القوات الإسرائيلية تصعيد عملياتها في قطاع غزة. وزادت من حدة المشهد العملية الإسرائيلية المفاجئة ضد قيادات من حماس في قطر مطلع الشهر الجاري، والتي أطاحت بمساعي واشنطن للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن.

 

الهجوم البري الإسرائيلي المتواصل على غزة، والذي لم يواجه اعتراضاً أمريكياً، أثار بدوره موجة انتقادات عالمية بسبب تفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع. وفي المقابل، تجاهل ترامب تحذيرات من أن الاعتراف الدولي بفلسطين قد يمنح الحركة الفلسطينية مكاسب سياسية، مؤكداً أن مثل هذه الخطوات لا تساهم إلا في “إطالة أمد الصراع”.

 

لكن فرنسا وبريطانيا وحلفاء آخرين أكدوا أن الاعتراف بدولة فلسطينية يهدف إلى إنقاذ ما تبقى من فرص حل الدولتين، ويمثل رسالة سياسية بضرورة إنهاء الحرب. وقد شدد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على أن مفتاح الحل بيد واشنطن، قائلاً إن ترامب وحده قادر على وقف الحرب نظراً لكون الولايات المتحدة المورد الأساسي للأسلحة لإسرائيل.

 

ويرى خبراء أن تردد ترامب في ممارسة ضغوط حقيقية على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يعكس قناعة بأن الصراع أكثر تعقيداً مما يمكن حله بسهولة، فضلاً عن انشغاله بأزمات داخلية أمريكية. وفي الوقت ذاته، لا يزال البيت الأبيض متمسكاً بتوفير الغطاء الدبلوماسي لإسرائيل، إذ استخدمت واشنطن مؤخراً حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار لمجلس الأمن يطالب بوقف فوري لإطلاق النار.

 

وبينما يستعد نتنياهو لزيارة واشنطن مجدداً، تزداد المخاوف بشأن مستقبل اتفاقات إبراهيم التي تعد من أبرز إنجازات ترامب في ولايته الأولى. فقد هددت الإمارات بتجميد مشاركتها إذا أقدمت إسرائيل على ضم أراضٍ من الضفة الغربية، الأمر الذي قد يقوض أي فرص لانضمام السعودية للاتفاقات في المستقبل القريب.

 

ويؤكد محللون أن سياسة ترامب تجاه غزة وإسرائيل قد تُختبر بقوة خلال الأسابيع المقبلة، بين ضغوط المجتمع الدولي من جهة، ورغبة نتنياهو في المضي قدماً بسياساته الميدانية من جهة أخرى، فيما يبقى مصير الصراع الفلسطيني الإسرائيلي معلقاً على قدرة واشنطن على التحرك بفاعلية أكبر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock