الحمد الله رب العالمين معز الموحدين ومذل المشركين ناصر دينه نهى عن عبادة الأوثان وأمر بتوحيده ووعد من حققه أجزل الثواب وأتم الرضوان وتوعد بمن أشرك به بالهوان وأشد العذاب وأعظم العقاب أرسل رسوله بالهدى وتهديم الأصنام والأوثان وتحقيق التوحيد فلم يدع باب للشرك إلا سده ولا طريق إلى النار إلا بينه وحذر منه طاعة لربه وإمتثالا لأمره فنصح الأمة وبلغ الرسالة وأدا الأمانة صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم أما بعد لا تخشي الفشل واعلم أنه كما أنه لا نهار بلا ليل، ولا ورد بلا شوك، ولا ربيع بلا خريف، كذلك لا نجاح بلا فشل، فأحيانا الفشل هو الطريق الوحيد الى النجاح، والتخلص من عقدة الفشل هو أول خطوة نحو تحقيق النجاح، وأن أفضل وسيلة بشرية لتعلم الأشياء هي وسيلة تجربة الخطأ والصواب، فعليك أن تتحمل الخسائر.
وأن تبدأ العمل من جديد، ولا تكن حزينا على ما ذهب منك، بل كن حزينا على ما لم يذهب بعد، ولا تكن قلقا على فرصة ضيعتها، ولكن كن قلقا على فرصة موجودة بين يديك، فيا أيها النصر، ما أعظمك بعد الهزيمة، ويا أيها الربح، ما أحلاك بعد الخسارة، ويا أيها النجاح ما أروعك بعد الفشل، فعليك أن تخوض تجربة الخسارة وتجاوزها فإنها من أروع التجارب البشرية، والخسارة ليست طيبة المذاق ولكننا قادرون عبر تجاوزها أن نجعل مها ذكرى جميلة، ولتكن قراراتك حاسمة، فالكون لا ينتظر أحدا فإما ان تقرر لنفسك فيقف معك وإما لا تتخذ قرارا فيتجاوزك كل ما في الحياة، ومن صفات الناجحين الكبار أنهم يتخذون قراراتهم بحزم وسرعة وإذا كان عليهم أن يتراجعوا فعلوا ذلك ببطء شديد، فمن لا يقرر لنفسه حسب مصالحهم، والقرار الحاسم حتى وإن كان خاطئا.
أفضل بكثير من اللاقرار الحاسم حتى وإن كان صحيحا، وكما أنه عليك أن تستمع الى كل النصائح واعمل بما ينفعك منها، ليس للنجاح وصفه واحدة بل له عشرات الوصفات ولعل بعضها يصلح لأناس ولا يصلح لآخرين، ولعل بعضها يكمل نواقص البعض فيحرزون النجاح بعد ذلك، والمهم أن عليك ان تستمع الى كل الوصفات وتعمل بما ينفعك منها، وكم من نصائح صغيرة صنعت رجالا كبارا؟ وقال أحد العلماء، أنا مدين في كل ما عندي، لنصيحة صغيرة أسداها الى عابر سبيل، ولو لم نكن قد قبلنا إرشادات آبائنا وأمهاتنا لكنا لانزال بحاجة الى من يعلمنا كيف نمشي، وكيف نلبس ملابسنا وكيف نغسل وجوهنا في الصباح وكيف نجلس على مائدة الطعام، حيث تؤثر الخلافات بين الأب والأم على النمو النفسي السليم للطفل، ولذلك على الوالدين أن يلتزما بقواعد سلوكية.
تساعد الطفل على أن ينشأ في توازن نفسي، ومن هذه القواعد هو الإتفاق على نهج تربوي موحد بين الوالدين، حيث أن نمو الأولاد نموا إنفعاليا سليما وتناغم تكيفهم الإجتماعي يتقرر ولحد بعيد بدرجة إتفاق الوالدين وتوحد أهدافهما في تدبير شؤون أطفالهم وكما ينبغي على الوالدين دوما إعادة تقويم ما يجب أن يتصرفا به حيال سلوك الطفل، ويزيدا من إتصالاتهما ببعضهما خاصة في بعض المواقف السلوكية الحساسة، فالطفل يحتاج إلى قناعة بوجود إنسجام وتوافق بين أبويه، وكما أن شعور الطفل بالحب والإهتمام يسهل عملية الإتصال والأخذ بالنصائح التي يسديها الوالدان إليه، ومثال على ذلك هو الإضطراب الإنفعالي الذي يصيب الولد من جراء تضارب مواقف الوالدين من السلوك الذي يبديه، وينبغي التنبيه علي أهمية الإتصال الواضح بين الأبوين والولد.