
متابعة / محمد نجم الدين وهبي
قال حزب البعث الذي كان يرأسه الرئيس السابق بشار الأسد، اليوم الإثنين، إنه سيدعم مرحلة الانتقال في سوريا بعد أن أجبرت سيطرة الفصائل السورية الأسد على الفرار، ما أنهى أكثر من نصف قرن من الهيمنة السياسية القمعية.
وقال أمين عام الحزب إبراهيم الحديد في بيان: «سنظل داعمين للمرحلة الانتقالية في سوريا التي تهدف إلى الدفاع عن وحدة البلاد».
إدارة المرحلة الانتقالية
أعلن رئيس الوزراء السوري السابق محمد الجلالي موافقته على تسليم السلطة إلى «حكومة الإنقاذ» التابعة للمعارضة، ما يمثل خطوة بارزة في المشهد السياسي السوري.
وكلفت إدارة العمليات، اليوم الإثنين، محمد البشير رئيس حكومة «الإنقاذ» في إدلب بتشكيل حكومة جديدة لإدارة المرحلة الانتقالية بعد سقوط بشار الأسد.
وجاء تكليف «البشير» بعد اجتماع جرى بين قائد هيئة تحرير الشام، أحمد الشرع، المعروف بأبي محمد الجولاني، ومحمد البشير، ورئيس وزراء الحكومة السابق، محمد الجلالي، الذي كُلف بتسيير أمور الحكومة لتحديد ترتيبات نقل السلطة.
ويعد محمد البشير المولود في إدلب عام 1983 من الشخصيات البارزة، حيث يحمل شهادة الهندسة الكهربائية والإلكترونية من قسم الاتصالات في جامعة حلب (2007)، وشهادة الشريعة والحقوق من جامعة إدلب (2021).
وقد شغل سابقًا مناصب عدة، منها مدير شؤون الجمعيات، ثم وزير التنمية والشؤون الإنسانية في حكومة «الإنقاذ»، وأخيرًا رئيسًا للحكومة نفسها.
نصف قرن من السلطة
بعد أكثر من نصف قرن من سيطرته على السلطة، خسر حزب البعث الذي تأسس في 17 إبريل/ نيسان 1947 على يد ميشيل عفلق وصلاح البيطار الحكم في سوريا مع سقوط نظام الأسد.
كان الحزب قد اندمج عام 1953 مع الحزب العربي الاشتراكي، ما أكسبه شعبية واسعة بين المثقفين والفلاحين والأقليات الدينية. وامتدت شعبيته إلى دول عربية أخرى، أبرزها العراق.
وفي 8 مارس/ آذار 1963، وصل حزب البعث إلى السلطة في سوريا إثر انقلاب عسكري، حيث فرض حالة الطوارئ.
وفي 16 نوفمبر/ تشرين الثاني 1970، نفّذ حافظ الأسد الذي كان يشغل منصب وزير الدفاع حينها انقلابًا عُرف بـ«الحركة التصحيحية» أطاح فيه برئيس الجمهورية نور الدين الأتاسي، لينهي سلسلة من النزاعات الداخلية داخل الحزب وعلى السلطة.
وفي 12 مارس/ آذار 1971، اُنتخب حافظ الأسد رئيسًا للجمهورية السورية في انتخابات لم تشهد أي منافسة، ليصبح أول رئيس ينتمي إلى الأقلية العلوية التي تمثل 10% من السكان.
توفي حافظ الأسد في 10 يونيو/ حزيران 2000، وبعد شهر، تولى نجله بشار الأسد السلطة، ليصبح القائد الأعلى للقوات المسلحة والأمين القطري لحزب البعث العربي الاشتراكي الحاكم.