مقالات وآراء

زيارة الرئيس السيسى للكويت : افاق جديدة للتعاون وقضايا مشتركة وسط اجواء اقليمية مضطربة

جريدة الصوت

بقلم احمد شتيه

في إطار حرصه على تعزيز العلاقات العربية والإقليمية، قام الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بزيارة رسمية إلى دولة الكويت، حيث استقبله أمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح وولي العهد الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح. هذه الزيارة، التي تأتي في إطار التشاور الدائم بين القيادتين، تؤكد مجددًا على عمق الروابط التاريخية بين مصر والكويت، والتي تتجاوز العلاقات الدبلوماسية التقليدية إلى شراكة استراتيجية شاملة.

تربط مصر والكويت علاقات ممتدة منذ ستينيات القرن الماضي، حيث وقفت الكويت إلى جانب مصر في أصعب المحطات، وكانت من أوائل الدول الداعمة لمصر بعد حرب 1967. وفي المقابل، ساهمت الخبرات المصرية في بناء العديد من المؤسسات الكويتية، خاصة في مجالات التعليم والصحة والهندسة. اليوم، تأتي زيارة الرئيس السيسي لتعكس استمرارية هذه الشراكة في ظل التحديات الإقليمية والدولية الراهنة.

ناقش الجانبان خلال الزيارة سبل تعزيز التعاون في عدة مجالات حيوية، أبرزها:
في ظل التهديدات المشتركة التي تواجه المنطقة، خاصة مع تصاعد عدم الاستقرار في بعض الدول المجاورة، بحث الجانبان سبل تعزيز التنسيق الأمني وتبادل المعلومات لمكافحة الإرهاب وضمان أمن الخليج العربي.

الكويت من أكبر المستثمرين العرب في مصر، حيث تبلغ استثماراتها المباشرة أكثر من 7 مليارات دولار في قطاعات الطاقة والعقارات والبنية التحتية. خلال الزيارة، تم بحث آليات زيادة هذه الاستثمارات، خاصة في مشروعات التنمية العملاقة التي تشهدها مصر مثل العاصمة الإدارية الجديدة والمنطقة الاقتصادية لقناة السويس.

في ظل الأزمة الإنسانية المتفاقمة في غزة، تشارك مصر والكويت رؤية موحدة حول ضرورة وقف العدوان الإسرائيلي وإيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية. ناقش القادة سبل تعزيز الجهود العربية والدولية لتحقيق السلام وإعادة إعمار غزة.

لم تكن الزيارة مجرد اجتماع روتيني، بل حملت عدة رسائل مهمة:
تؤكد القاهرة دائمًا على أن أمن الخليج جزء لا يتجزأ من أمنها القومي، وهو ما ظهر جليًا في دعمها للمبادرات الكويتية لتعزيز الاستقرار الإقليمي.

في ظل الأزمات الاقتصادية العالمية، تسعى مصر إلى تعزيز علاقاتها مع الدول الخليجية الصديقة، والتي تمثل شريانًا حيويًا للاستثمارات والتمويل.
في وقت تتصاعد فيه الأزمات من السودان إلى فلسطين، تبرز الحاجة إلى موقف عربي موحد، وهو ما دعت إليه القيادتان خلال المباحثات.

زيارة الرئيس السيسي للكويت لم تكن مجرد محطة دبلوماسية عابرة، بل كانت تأكيدًا على متانة العلاقات بين البلدين وقدرتهما على تطوير شراكتهما بما يتناسب مع المتغيرات الإقليمية والدولية. في عالم يتسم بالتحديات الاقتصادية والأمنية، تظم العلاقة بين القاهرة والكويت نموذجًا للتعاون العربي الفاعل، القادر على تجاوز الأزمات وبناء مستقبل

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock