
كتب /أحمد رفعت
يومان مرا على دفن موظف الأوبرا المنتحر دون حرف واحد من وزير الثقافة ولا نوابه ولا وكيل الوزارة بالقاهرة، ولا رئيس دار الأوبرا ولا أي مسئول آخر بالوزارة.. كبير أو صغير! والقصة لمن لا يعرف.. اختفاء موظف بدار الأوبرا وبعد أيام يعثرون على جثته على جوانب نهر النيل، ويتم دفنه الخميس الماضي، ثم يكتشفون رسالة تركها يحدد فيها المسئول عن إقدامه على التخلص من حياته دون ذكر اسمه حيث يقول فيها بخط واضح: “رسالة من مظلوم إلى ظالمه.. ستراني في عقوق أبنائك.. ستراني في غدر من حولك.. ستراني في هجر أصحابك.. ستراني في دعائك الذي لا يستجاب.. ستراني في أحلامك المحطمة والتي لا تتحقق.. ستراني في مرضك وضعفك وفشلك.. فالله العظيم أسالك بأنك ستراني”!
الرسالة مؤثرة إلي حد الألم.. ومؤلمة إلى حدود الوجع.. وموجعة إلى حدود الفجيعة والمأساة الكاملة.. فما نفهمه أن الجناة والظلمة لا ينتحرون.. المجني عليهم فقط من يئنون من الظلم واليأس من الالتفات إلي شكاواهم والاستجابة للنظر -مجرد النظر- في تظلماتهم وصرخاتهم!
المثير ما تردد عن وفاة زميل آخر حزنا على الموظف المنتحر! في حين تداولت شهادات علي عديد المواقع والصحف الالكترونية تشيد بأخلاق الراحل وتشهد له بحسن الخلق وبالأداء الوظيفي المثالي!
كيف لا يتابع وزير الثقافة الأمر بنفسه؟! كيف لم يحل الأمر للتحقيق العاجل؟! كيف لم يصدر بيان حتي اللحظة للواقعة وعنها؟! كيف لم يصدر قرار حتي ب نعي الراحل ودعم أسرته نفسيا؟!
الأسئلة عديدة أهمها علي الإطلاق حق الرجل ممن ظلمه.. وسد كل الطرق أمامه إلا الموت، وترك الدنيا بما فيها ومن فيها.. وما سبب الخلاف؟! هل هو خلاف وظيفي حول شكل الأداء وأدواته؟! أم حول فساد هنا أو إهمال هناك؟!
الظلم ظلمات.. ويحتاج الجهاز الاداري المصري إلي آليات للتظلم من تعسف المديرين والمسئولين.. تنصف المضطهدين وتجدد لديهم الأمل في الإنصاف والعدل.. وإلي حين تحقيق أيا من ذلك.. وإلي حين إجراء تحقيق شامل يقول للناس الحقيقة.. يدين ويبرئ بحياد كامل نقول: خالص العزاء لأسرة الموظف الراحل.. غفر الله لعائلهم فقيدهم.. وألهمهم الله كل الصبر.