عربي وعالمي

طارق رحمن يعود من المنفى بعد ترشحه  لرئاسة الحكومة في بنغلاديش

متابعة - محمد نجم الدين وهبي

عاد القائم بأعمال رئيس “حزب بنغلاديش الوطني” طارق رحمن من المنفى بعد نحو 17 عاما، وهي عودة يأمل الحزب أن تشحذ همم أنصاره في ظل استعداده ليكون المرشح الأوفر حظا لرئاسة الوزراء.

 واصطف مئات الآلاف من مؤيديه في الطريق من مطار دكا إلى مكان الاستقبال، ملوحين بأعلام الحزب وحاملين اللافتات والزهور، ورددوا شعارات ترحيب برحمن، واستقبله كبار قادة حزب بنغلاديش الوطني في المطار وسط حراسة أمنية مشددة.

ولدى خروجه من المطار خلع رحمن حذاءه ليخطو حافي القدمين على أرض بنغلاديش والتقط حفنة من التراب في لفتة رمزية للتعبير عن سعادته بالعودة للبلاد.

 وشوهد وهو يقف بجانب مقعد السائق في حافلة كانت تقله إلى مكان الاستقبال، مبتسما، ولوح بيده فيما تدافعت الحشود لمحاولة إلقاء نظرة على الزعيم العائد.

 وأمام الجموع التي كانت تهتف، بدأ رحمن كلمته بعبارة “يا بنغلاديش الحبيبة”، وتعهد بتوحيد أبناء جميع الأديان وضمان سلامتهم. 

وقال: “سنبني بنغلاديش التي تحلم بها كل أم”، ودعا المواطنين من كل مناطق البلاد ومن مختلف الأديان إلى الانضمام إليه في بناء دولة آمنة وشاملة. 

 

طارق رحمن يعود من المنفى بعد ترشحه  لرئاسة الحكومة في بنغلاديش

وأكد أنه وبتعاون الجميع يمكنه إعادة بناء بلد ديمقراطي يقوم على أساس اقتصادي قوي، وردد عبارة: “نريد السلام في البلاد” ثلاث مرات. 

ويقيم رحمن (60 عاما) وهو نجل رئيسة الوزراء السابقة خالدة ضياء، في لندن منذ عام 2008 ويشغل منصب رئيس “حزب بنغلاديش الوطني” بالإنابة منذ 2018. 

ولم يكن بمقدور رحمن العودة للبلاد إذ كان يواجه قضايا جنائية متعددة، وأدين غيابيا بتهم منها غسل الأموال وفي قضية مرتبطة بمؤامرة لاغتيال رئيسة الوزراء السابقة الشيخة حسينة. 

وسقطت هذه الأحكام بعد الإطاحة بحسينة العام الماضي في انتفاضة قادها الطلاب، ما أزال العوائق القانونية التي تحول دون عودته. 

وتأتي عودة رحمن في وقت تدخل فيه بنغلاديش التي يبلغ عدد سكانها نحو 175 مليون نسمة، مرحلة انتخابية حساسة في ظل حكومة انتقالية يقودها الحائز جائزة نوبل محمد يونس. 

وينظر إلى التصويت على نطاق واسع على أنه حاسم لاستعادة الاستقرار السياسي بعد ما يقرب من عامين من الاضطراب. 

وفي حين تعهدت السلطات بإجراء انتخابات حرة ونزيهة، أثارت الهجمات الأحدث على وسائل الإعلام وأعمال العنف المتفرقة، المخاوف، ما يجعل عودة رحمن لحظة فارقة لـ”حزب بنغلاديش الوطني” والانتقال السياسي الهش في البلاد. 

وتحمل عودته إلى الوطن أيضا سببا شخصيا ملحا، إذ تعاني والدته من مرض خطير منذ أشهر. 

وتغير المشهد السياسي بشدة منذ إبعاد حسينة عن السلطة، لتنتهي بذلك عقود تناوبت فيها هي وخالدة على المنصب إلى حد كبير. 

وأشار استطلاع أجراه المعهد الجمهوري الدولي ومقره الولايات المتحدة في ديسمبر، إلى أن الحزب الوطني في طريقه للفوز بأكبر عدد من المقاعد البرلمانية، في ظل منافسة من حزب الجماعة الإسلامية أيضا. 

وهدد حزب “رابطة عوامي” بزعامة حسينة بإحداث قلاقل يخشى البعض أن تعطل عملية التصويت، وذلك بعد منعه من المشاركة في الانتخابات المقررة يوم 12 فبراير.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock