
متابعة / محمد نجم الدين وهبي
اتهم رئيس التيار الوطني الحر اللبناني، جبران باسيل، حزب الله، بأنه من جلب الحرب إلى لبنان، مشيرا إلى أن حزب الله فقد شرعيته في الداخل اللبناني، لكنه عاد وأعرب عن أمله في أن تحقق المقاومة النصر في هذه الحرب، مؤكدا: «نحن مع المقاومة وحزب الله ضد إسرائيل، ونأمل أن تحقق المقاومة النصر في هذه الحرب».
وفي حوار حاص مع جبران باسيل، اليوم الأربعاء، قال رئيس التيار الوطني الحر اللبناني إن عمليات حزب الله النوعية التي أُعلن عنها اليوم، والتي استهدفت وزارة الجيش وقاعدتين عسكريتين، تفرحه، معقبا: «يفرحني أن إسرائيل لا تنتصر على لبنان ولا تحتل لبنان، وأيا كان ما يحدث بالميدان، فنحن مع المقاومة كي تمنع إسرائيل من احتلال لبنان، لكن هذا لن يعيد معادلة الردع لصالح لبنان، حتى إن ربح حزب الله هذه الحرب، لأنه لم يستطع منع إسرائيل من تدمير لبنان وتهجير شعبه، في حين أنها لم تكن تجرؤ أن تقوم بمثل هذا العدوان على لبنان».
وأضاف باسيل: «اعتقدنا بقدرة معينة لمحور المقاومة، لكنها لم تظهر حتى الآن»، مشيرا إلى أن «من الواضح أن هناك أسلحة وقدرات أخرى يتعمد المحور عدم إظهارها حتى لا يتسبب في أذية لبنان ببناه التحتية، لكن دعنا نقول إن إسرائيل عندما تقرر ضرب هدف في لبنان، فإنها تكون قادرة على تدميره».
وأوضح جبران باسيل أن «حزب الله اكتسب قدرته القتالية مع الوقت، وفي ظل ظروف معينة، والسؤال هنا: هل يمكن أن تكون هناك فرصة أخرى أمام حزب الله ليعيد تكوين قدرته داخليا وخارجيا، إن كان من طريق الإمداد بدءا نقطة الانطلاق من إيران مرورا بنقاط العبور في العراق وسوريا، ووصولا إلى نقطة الوصول بلبنان؟».
منع إرسال السلاح لحزب الله عبر سوريا
وبسؤاله عن إمكانية قيام سوريا بمنع السلاح عن حزب الله، قال جبران باسيل: «قد يتم منع إرسال السلاح لحزب الله عبر سوريا بتفاهمات روسية»، مضيفا: «ممكن يصير فيه اتفاق دولي والتزامات من كل الأطراف، ليس سوريا فقط، وإنما من روسيا لا سيما مع زيارة وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي لموسكو واجتماعه مع مسؤولين لطلب إجابات عن هذا الموضوع، وهناك نقاش اليوم في أميركا وإسرائيل حول إدخال روسيا وإشراكها في هذا الأمر».
حزب الله ومعادلة الردع
وتطرق رئيس التيار الوطني الحر اللبناني للحديث عن حزب الله وعادلة الردع، وقال: «أنا كلبناني، أتحدث عن الشأن الداخلي وأتساءل: هل هناك اليوم قبول في لبنان لإعادة التجربة والدخول في حرب مجددا؟»، مضيفا أن «قدرة بناء معادلة الردع أو قوة حماية لبنان تحتاج إلى وقت، وبهذا الوقت تستطيع إسرائيل أن تتسلح، وقد بينت إسرائيل تطورها التكنولوجي من 2006 حتى الآن».
وأشار باسيل إلى أن «حزب الله فقد مشروعيته الشعبية بقدرته على حماية لبنان، هو يدافع خير دفاع، لكن حماية لبنان وطمأنة اللبنانيين بأن إسرائيل لا تستطيع شن حرب مدمرة علينا بات أمرا صعبا، وبات من الصعب إعادة ثقة اللبنانيين بكل طوائفهم في حزب الله، لا سيما وأن ثلث شعبنا تم تهجيره».
حرب إسرائيلية جديدة
وعن وصفه للحرب الحالية وكيف يراها، قال رئيس التيار الوطني الحر اللبناني: «لا يجب أن تحتل إسرائيل أرضا لبنانية كي يتحول الصراع بين إيران وإسرائيل على أرضنا، هي حرب إسرائيلية جديدة على لبنان».
وبسؤاله عما إذا كانت الحرب على لبنان أم حزب الله، قال: «إسرائيل تحاول تصوير الحرب على أنها تستهدف حزب الله والشيعة، هي تريد القضاء على حزب الله وضرب مقاومته وضرب الطائفة الشيعية وتهجيرها وعزلها عن اللبنانيين، وهو أمر مضر لكل لبنان، فالنتيجة في النهاية كارثية تتضمن ضعف لبنان وتخريب النسيج المجتمعي».
وأشار جبران باسيل إلى أن وحدة الساحات فشلت وأثبتت عدم كفاءتها، وأكد مجددا أن ما يحدث الآن يضعف لبنان، لذا فإن الاعتبارات الوطنية اللبنانية لا بد أن تكون أعلى وأن تطغى على أي شيء آخر.
ويرى جبران باسيل أن «الأغلبية الساحقة تعتبر أن حزب الله مسؤول عن جلب الحرب إلى لبنان»، وقال: «قلت للأمين العام لحزب الله حسن نصر الله بعد 7 أكتوبر/ تشرين الأول: لا تدخلوا بالحرب لأنكم ستُعتبروا في حالة هجوم، وستخسرون احتضان الناس وتضامنهم، كونوا بحالة دفاع لأن الدفاع يبرر أي شيء»، معقبا: «كان حسن نصر الله حريصا على ألا تأتي الحرب على لبنان، لكنه اعتبر أنها حرب استباقية لأن إسرائيل حتما ستهاجم لبنان».
دعم إيران للبنان والمقاومة
وتطرق رئيس التيار الوطني الحر اللبناني للحديث عن دعم إيران للبنان والمقاومة، وقال إن «إيران تساند لبنان والمقاومة، لكنها لم تظهر قدراتها في الرد حتى الآن، ويجب أن ندرك أن طهران لن تدعم حزب الله على حساب مصالحها».
وأضاف: «عقدنا لقاءات مع الإيرانيين وتلقينا رسائل طمأنة بعدم خسارة الحرب، ونأمل أن تحقق المقاومة النصر في هذه الحرب».
وتابع أن «المقاومة من دون الدولة تفشل، ولا بد أن نواجه إسرائيل وننتصر عليها بالفكر والسياسة والاقتصاد، وليس الحرب فقط».
القضية الفلسطينية
وشدد رئيس التيار الوطني الحر اللبناني على أن «القضية الفلسطينية لها أهمية كبيرة لدى التيار الوطني والشعب اللبناني بشكل عام».
وأضاف أنه «لا سلام بدون حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية».
وقف إطلاق النار
وعن إمكانية وقف إطلاق النار في القريب، قال جبران باسيل: «كل رهان على وقف إطلاق النار قريبا رهان خاطئ، فكل الأوراق تشير إلى أننا أمام نفس السيناريو الذي حدث في غزة».
وأشار إلى ان «رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تلاعب بالرئيس الأميركي جو بايدن وإدارته، من أجل تحقيق أهدافه».
ويرى باسيل أن «نتنياهو بمجرد بدء الحرب البرية في لبنان ارتكب خطأ استراتيجيا كبيرا، وشعر بقوة ستجعله يبدأ بالتراجع».
وقال جبران باسيل إن «إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن عاجزة عن الضغط على نتنياهو لوقف الحرب، بينما الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب لديه رغبة لوقف الحرب».
وشدد رئيس التيار الوطني الحر اللبناني على أن «إسرائيل لن تستطيع أن تحقق كل أهدافها في لبنان».
وأشار إلى أن «تطبيق القرار 1701 يكفي للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار في لبنان»، داعيا إلى ضرورة أن يكون هناك وقفا فوريا لإطلاق النار في لبنان.
وأعرب جبران باسيل عن دعمه أي تحرك أو موقف يحقق مصالح لبنان، لكنه عاد وأكد أنه يرفض أي حل للوضع الحالي ينتهك السيادة اللبنانية، وقال: «أنا مع سلام عادل وشامل في المنطقة يستعيد فيه لبنان كل حقوقه، ويجب تحييد لبنان عن الصراعات الإقليمية».
قضايا داخلية مهمة
وفي ختام حواره مع « الاعلام »، تطرق رئيس التيار الوطني الحر اللبناني للحديث عن بعض القضايا الداخلية المهمة، منها الفساد ومسألة الشغور الرئاسي.
وقال جبران باسيل إن «الفساد ينخر مؤسسات الدولة اللبنانية، وبالتالي فإن هذا الفساد كان وراء الخروقات الأمنية التي حدثت مؤخرا في لبنان».
وفي ما يتعلق بمسألة الشغور الرئاسي، شدد باسيل جبران على أنه «لا بد من انتخاب رئيس جديد في لبنان لتحقيق الإصلاح»، معلنا رفضه ترشيح فائد الجيش لرئاسة الجمهورية، بعد أن حمله جزءا من مسؤولية الانهيار الاقتصادي في لبنان.