فن وثقافة
عندما يبكي القلم: المنفلوطي ووجع الحرف

متابعة: نيفين صلاح
في زمنٍ يغلب عليه صخب الكلمات وتزاحم الحروف، يظل صوت مصطفى لطفي المنفلوطي حاضرًا، كنغمة حزينة تنبع من عمق الروح. الكاتب المصري الذي وُلد عام 1876، لم يكن مجرد أديب، بل كان مرآة صافية لانكسارات الناس وهمومهم، يكتب فلا يُبهج، بل يُبكي، لا يُرفّه، بل يُوقظ فينا وجعًا نائمًا.
عُرف المنفلوطي بأسلوبه الإنشائي البليغ، وعاطفته الجيّاشة التي صاغ بها مقالاته وكتبه كـ”النظرات”، “العبرات”، و”ماجدولين”. وفي كل سطر، كان الحزن ضيفًا دائمًا، يسكن النصوص ويشعل الذاكرة العاطفية للقارئ.
قال ذات مرة: “الحب سعادة ساعة، وشقاء دهر”… عبارة واحدة تلخص فلسفة أديبٍ لم يرَ في الحياة سوى ضوءٍ باهت خلف ستائر الألم. تأمل في المآسي الإنسانية، وأعاد صياغة روايات أجنبية برؤية عربية مشبعة بالمشاعر، فجعل من الترجمة حياة جديدة تنبض بالصدق والدمع.
اليوم، وبينما يغزو المحتوى السطحي عقول الأجيال، يعود اسم المنفلوطي ليذكرنا أن للأدب رسالة، وأن بعض الأقلام خُلقت لا لتسلينا، بل لتُشعرنا أننا ما زلنا بشرًا نحس ونتألم.



