
بقلم احمـــد شتيـــه
فى خطوة حاسمة قد تغير موازين القوى ، تمكن الجيش السوداني من استعادة السيطرة على القصر الجمهوري في الخرطوم،
مما يعكس تحولًا كبيرًا في الصراع المستمر منذ أبريل 2023.
هذا التطور يحمل في طياته تأثيرات مباشرة على مصر وأمن المنطقة بأكملها،
في ظل تشابك المصالح الاستراتيجية والتحديات الأمنية بين الدولتين.
في خطوة حاسمة قد تُغير موازين القوى في السودان،
تُعد مصر من أكثر الدول المتأثرة بالوضع السوداني،
نظرًا للحدود المشتركة الطويلة والعلاقات التاريخية الوثيقة.
ومع تقدم الجيش السوداني،
تتزايد التحديات أمام القاهرة في عدة جوانب:
الأمن الحدودي وتدفقات اللاجئين: قد يؤدي استمرار المعارك إلى موجات نزوح جديدة باتجاه الحدود المصرية،
ما يفرض على القاهرة تعزيز إجراءاتها الأمنية والإنسانية في آنٍ واحد.
ملف مياه النيل: الاستقرار في السودان يُعد عاملًا رئيسيًا في ضمان عدم حدوث أي تعقيدات جديدة
بشأن قضية مياه النيل، إذ إن أي اضطراب داخلي قد يؤثر على إدارة الموارد المائية المشتركة بين البلدين.
التعاون العسكري والدبلوماسي: تقدم الجيش السوداني قد يدفع القاهرة لتعزيز دعمها للسلطات السودانية الشرعية، سواء من خلال التعاون العسكري أو الوساطات السياسية لاحتواء الأزمة.
الاستقرار في السودان ليس مجرد قضية داخلية، بل هو ركن أساسي في أمن منطقة القرن الأفريقي وشمال شرق أفريقيا. ومن أبرز التداعيات الإقليمية:
إضعاف الجماعات المسلحة: سيطرة الجيش السوداني على مواقع استراتيجية قد تحد من نشاط الجماعات المسلحة والمتمردين، مما ينعكس إيجابيًا على استقرار الإقليم.
التوازن في البحر الأحمر: السودان يُعد لاعبًا محوريًا في أمن البحر الأحمر، وأي استقرار فيه يساهم في حماية خطوط الملاحة الدولية ومنع التدخلات الخارجية.
تراجع النفوذ الخارجي: بعض القوى الإقليمية والدولية كانت تستفيد من حالة عدم الاستقرار في السودان لتعزيز نفوذها، لكن استعادة الجيش للخرطوم قد يحدّ من هذه القوى ،رغم التقدم العسكري، لا تزال الأوضاع في السودان معقدة، حيث يحتاج الجيش السوداني إلى توحيد الصفوف داخليًا وتحقيق الاستقرار السياسي لضمان عدم تجدد الصراع. من جهة أخرى، فإن مصر والدول الإقليمية مطالبة بتكثيف جهودها الدبلوماسية لدعم حل سياسي شامل يُنهي الأزمة السودانية نهائيًا.
ان تقدم الجيش السوداني لا يقتصر تأثيره على الداخل فقط، بل يمتد ليشكل عاملًا رئيسيًا في أمن مصر والإقليم بأسره. وفي ظل هذه التطورات، يبقى الدور المصري محوريًا في تحقيق الاستقرار ودعم وحدة السودان، بما يخدم مصالح المنطقة ككل.