متابعة أشرف ماهر ضلع
بينما يجتاح طوفان النيل الأبيض مناطق واسعة في السودان، تتصاعد المخاوف من كارثة إنسانية وبيئية غير مسبوقة. الجزيرة أبا، بأهميتها التاريخية والثقافية، أصبحت على بُعد أمتار قليلة من الغرق التام، بعد انهيار آلاف المنازل وتشريد عشرات الآلاف من السكان.
تقارير تؤكد أن المياه التي تسللت لأكثر من متر داخل المنازل تهدد أكثر من 10 آلاف بيت في الجزيرة، التي كانت موطنًا لما يزيد عن 100 ألف نسمة. ومع استمرار ارتفاع مناسيب النيل الأبيض بفعل الأمطار الغزيرة في أوغندا وتدفق بحيرة فيكتوريا، أصبحت الأراضي الزراعية والمواقع الأثرية مثل غار الإمام المهدي في مهب الريح، مما يعكس خسائر ثقافية وإنسانية لا تُعوض.
إغلاق بوابات خزان جبل أولياء فاقم الكارثة، حيث حذرت مصادر من احتمال انهيار السد، مما قد يؤدي إلى فيضانات أشد تدميرًا. دعوات عاجلة لإعادة إدارة الخزان إلى وزارة الري، وسط تحذيرات من كارثة مشابهة لما حدث في درنة الليبية، تضع السلطات أمام مسؤوليات جسيمة لإنقاذ الأرواح والتاريخ من الغرق.
