
متابعة / محمد نجم الدين وهبي
أكد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، اليوم الجمعة، على أهمية استقرار الصومال وضرورة احترام سيادته ووحدة أراضيه، مؤكداً دعم مصر لمؤسسات الدولة الصومالية ومشاركتها في بعثة الاتحاد الإفريقي الجديدة في الصومال.
جاء ذلك خلال لقاء وزير الخارجية والهجرة المصري بدر عبد العاطي، اليوم الجمعة، مع مبعوثة الاتحاد الأوروبي للقرن الإفريقي أنيت فيبر، في مؤتمر ميونيخ للأمن، حيث بحث معه آخر المستجدات الإقليمية وسبل تعزيز التعاون بين مصر والتكتل لدعم الأمن والاستقرار في المنطقة، مشيراً إلى أهمية تكاتف الجهود الدولية لمساندة الحكومة الصومالية في تحقيق الأمن، ومكافحة الإرهاب، وتعزيز سيادة الدولة على إقليمها.
طلب صومالي
أعلن الوزير عن مساهمة مصر في بعثة الاتحاد الإفريقي للدعم والاستقرار في الصومال استجابةً لطلب الحكومة الفيدرالية الصومالية وبترحيب مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي.
وأوضح أن هذه البعثة تمثل نقلة نوعية في عمليات السلام الإفريقية، حيث تم تطويرها بالتنسيق مع الحكومة الصومالية لضمان توافقها مع خطة تطوير القطاع الأمني في البلاد وتعزيز جهود تحقيق السلام والتنمية المستدامة، لدعم احتياجات الصومال وتطلعاته نحو مستقبل أكثر سلامًا واستقرارًا.
وبحسب بيان للمتحدث باسم الخارجية المصرية، أكد عبد العاطي خلال لقائه مع مبعوثة الاتحاد الأوروبي، أن تحقيق الأمن والاستقرار في منطقة القرن الإفريقي يمثل أولوية إستراتيجية لمصر، باعتبارها ركيزة أساسية للأمن الإقليمي والقاري، وانطلاقًا من مصالحها الوطنية وأمنها القومي، خاصة في ضوء التحديات المتزايدة التي تواجه المنطقة.
دعم عمليات السلام
أشار الوزير إلى الدور المتنامي للاتحاد الإفريقي والمنظمات الإقليمية في قيادة عمليات السلام، والحاجة إلى تطوير نهج أكثر تكاملًا وفاعلية، لافتًا إلى الدور الريادي لمصر في دعم إصلاح وتطوير وتعزيز الابتكار في عمليات حفظ السلام، حيث قادت مصر العديد من المبادرات وأبرزها «خارطة طريق القاهرة لتعزيز أداء عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة»، والتي أصبحت الموقف الإفريقي الموحد منذ عام 2020.
وأكد عبد العاطي على أن دعم عمليات السلام بقيادة إفريقية يمثل استثمارًا في الأمن والسلم الدوليين، مشددًا على ضرورة تكامل عمليات حفظ السلام مع جهود بناء السلم، وإعادة الإعمار والتنمية بعد النزاعات، لمعالجة الجذور العميقة للصراعات وتعزيز الاستقرار طويل الأمد، وبناء مؤسسات وطنية قوية قادرة على الصمود.
كما أشار إلى أهمية تكاتف الجهود الدولية لضمان تمويل مستدام وتدريب فعال لقوات حفظ السلام الإفريقية، بما يضمن جاهزيتها لمواجهة التحديات المستقبلية.
الأوضاع في السودان
وحول الأوضاع في السودان، أكد عبد العاطي على ضرورة إنهاء النزاع نظرًا لتداعياته على الشعب السوداني واستقرار المنطقة بأكملها، مستعرضاً الجهود المصرية المكثفة بالتنسيق مع مختلف الأطراف الدولية لدعم جهود التسوية، ووقف إطلاق النار، وضمان نفاذ المساعدات الإنسانية إلى الأشقاء السودانيين.
كما تطرقت المباحثات مع المسؤولة الأوروبية إلى ملف الأمن المائي، حيث أكد عبد العاطي على تمسك مصر بحقوقها المائية باعتبارها قضية مصيرية، مشددًا على ضرورة الالتزام بمبادئ القانون الدولي في إدارة الموارد المائية بشكل عادل ومنصف، بما يضمن حقوق جميع الأطراف.
ومن جانبها، أعربت مبعوثة الاتحاد الأوروبي عن تقديرها للدور الفاعل الذي تقوم به مصر في تعزيز السلام والتكامل الإقليمي بمنطقة القرن الإفريقي، لاسيما في ظل التحديات المتزايدة التي تواجه المنطقة، مؤكدةً على حرص الإتحاد الأوروبي على مواصلة التنسيق والتعاون مع مصر في جميع الملفات الأمنية والتنموية لمجابهة التهديدات الإقليمية.
تسوية النزاعات
وعلى هامش مشاركته في مؤتمر ميونيخ للأمن افتتح الوزير عبد العاطي الحدث الجانبي الذي نظمه مركز القاهرة الدولي لتسوية النزاعات وحفظ وبناء السلام حول مستقبل عمليات السلام في إفريقيا بعنوان «الجيل الجديد من عمليات السلام الإفريقية»، بمشاركة عمرو موسى وزير خارجية مصر الأسبق ورئيس المجلس الاستشاري لمركز القاهرة الدولي، وصلاح جاما نائب رئيس وزراء الحكومة الفيدرالية الصومالية، وعلي يوسف أحمد الشريف وزير خارجية جمهورية السودان، وأنيت ويبر الممثل الخاص للاتحاد الأوروبي لمنطقة القرن الإفريقي.
ويهدف الحدث إلى تسليط الضوء على الدور المتنامي لعمليات دعم السلام الإفريقية في تحقيق السلم والأمن ومكافحة الإرهاب، في ظل التحديات التي تواجه عمليات السلام الأممية وتطور طبيعة النزاعات والتحديات الأمنية في القارة، بما يتطلب إبراز المنظور الإفريقي في صياغة نماذج جديدة لتلك العمليات.