فن وثقافة

وفاة الإمام مالك بن أنس أبرز الأحداث في 18 رمضان 

جريدة الصوت

الثلاثاء 18 مارس 2025 الموافق 18 رمضان 1446 هجريه

كتب _ نور سلامه

من أهم الأحداث التى وقعت يوم 18 رمضان هى وفاة الإمام مالك بن أنس، إمام المذهب المالكي وأحد الأئمة الأربعة في الفقه السني، في 18 رمضان سنة 179 هـ الموافق تقريبًا ديسمبر 795 م أو يناير 796 م (باختلاف حساب التواريخ الهجرية). وُلد في المدينة المنورة سنة 93 هـ، وعاش فيها طوال حياته، حيث توفي عن عمر يناهز 86 عامًا، ودُفن في مقبرة البقيع، وحضر جنازته جمعٌ غفير من أهل المدينة تكريمًا لمكانته العلمية.

وقد اعتمد مذهبه على مصادر التشريع الأساسية (القرآن، السنة، الإجماع، القياس)، مع تركيز خاص على عَمَل أهل المدينة كدليل شرعي، لاعتقاده أنهم الأقرب إلى تطبيق سنة النبي محمد (صلى الله عليه وسلم).

وقد ألّف كتاب الموطأ أحد أقدم كتب الحديث والفقه، الذي جمَع فيه أحاديث النبي مع آراء الصحابة والفقهاء، مُرتّبًا على أبواب الفقه.

وقد تتلمذ على يديه عدد من كبار العلماء، مثل الإمام الشافعي، وانتشر مذهبه في شمال إفريقيا والأندلس وغرب إفريقيا، ولا يزال مهيمنًا في دول مثل المغرب والجزائر وتونس.

وكان له مواقف سياسية حيث انه عاصر الدولة الأموية والعباسية، وتعرض للجلد في حادثة مشهورة سنة 145 هـ بسبب فتواه بفسخ بيعة المكرهين، مما أثر على صحته، لكنه لم يحد عن منهجه العلمي المتزن.

وقد اشتُهر بالحكمة والتثبت في الفتوى، وكان يقول: «ليس العلم بكثرة الرواية، وإنما العلم نور يقذفه الله في القلب».

و تجنب الخوض في المسائل الفلسفية، وحرص على التمسك بالنصوص مع مراعاة المصلحة العامة.

وهناك خلافات عن سبب وفاته فبينما يرجّح معظم المؤرخين كبر السن، يشير آخرون إلى أن آثار الجلد السابقة قد تكون ساهمت في ضعف صحته. لكن الحدثين يفصل بينهما 34 عامًا، مما يجعل الرأي الأول أقوى.

لا يزال مذهب الإمام مالك رمزًا للوسطية والاعتدال، وشاهدًا على إسهامات علماء المدينة في ترسيخ العلوم الإسلامية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock