دين ومجتمع

أثقل ما يوضع في ميزانك

بقلم -محمد الدكرورى

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد ذكرت المصادر الإسلامية عن الأثر العظيم والثواب الجزيل لمن حسن خلقه، فإن به تنال درجة العابدين فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” إن الرجل ليدرك بحسن خلقه درجات قائم الليل ، صائم النهار” وإن أثقل ما يوضع في ميزانك فعن النبي صلى الله عليه وسلم قال ” ما من شيء يوضع في الميزان أثقل من حسن الخلق ” رواه الترمذي، ويجعلك أحب الناس إلى الله، وتكون به أقرب الناس مجلسا إلى النبي فعن النبي صلى الله عليه وسلم قال ” ألا أخبركم بأحبكم إليّ وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة؟” قالوا بلى، قال “أحسنكم خلقا” فحسن الخلق طريقا من طرق دخول الجنة بل بلوغ الدرجات العلى فيها، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم.

” أنا زعيم ببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه ” فكم من أجور أضعناها بغفلتنا عن حسن الخلق والإعتناء به وهذه دعوة بأن نحتسب أجر التحلي بالصفات الحسنة، ونقود أنفسنا إلى الأخذ بها والمجاهدة في ذلك، مقتدين بسيرته صلى اللّه عليه وسلم فهي أعظم نموذج يحتذى به في الخلق مع نفسه، ومع زوجاته ومع جيرانه، ومع ضعفاء المسلمين بل وحتى مع الكفار، فاعلموا عباد الله أن الأمانة خلق جليل من أخلاق الإسلام، وأساس من أسسه، فهي فريضة عظيمة حملها الإنسان، بينما رفضت السماوات والأرض والجبال أن يحملنها لعظمها وثقلها، ويقول الله تعالى ” إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنا وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا ” واعلموا أن الأمانة هي أداء الحقوق، والمحافظة عليها، فالمسلم يعطي كل ذي حق حقه.

ولقد أثنى الله على عباده المؤمنين بحفظهم للأمانة، فقال تعالى ” والذين هم لأمانتهم وعهدهم راعون” والأمانة خلق الرسول صلى الله عليه وسلم فقد كان يلقب قبل البعثة بالصادق الأمين، والأمانة علامة من علامات الإيمان، والخيانة إحدى علامات النفاق، حيث يقول النبي صلى الله عليه وسلم ” آية المنافق ثلاث إذا حدّث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا ائتمن خان ” رواه البخاري، وإنها من أغلى ما يرزقه الله للعبد، ولا يحزن بعده على أي عرض من الدنيا ، كما جاء في الحديث ” أربع إذا كن فيك فلا عليك ما فاتك من الدنيا صدق الحديث وحفظ الأمانة وحسن الخلق وعفة مطعم” والأمانة لها أنواع كثيرة، منها الأمانة في العبادة، فمن الأمانة أن يلتزم المسلم بالتكاليف، فيؤدي فروض التي إفترضها الله عليه على أتم وجه قاصدا بها وجه الله تعالى، وأيضا الأمانة في حفظ الجوارح.

وعلى المسلم أن يعلم أن الجوارح والأعضاء كلها أمانات، يجب عليه أن يحافظ عليها، ولا يستعملها فيما يغضب الله، وكذلك الأمانة في الودائع ومن الأمانة هو حفظ الودائع وأداؤها لأصحابها عندما يطلبونها كما هي قال تعالى ” إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها” وكذلك الأمانة في العمل ومن الأمانة أن يؤدي المرء ما عليه على خير وجه، فالعامل والطالب ورب الأسرة وغيرهم الكل مطالب بأن يتقن عمله ويؤديه بإجادة وأمانة، وأيضا الأمانة في الكلام، ومن الأمانة أن يلتزم المسلم بالكلمة الجادة، فيعرف قدر الكلمة وأهميتها، وأيضا الأمانة في حفظ الأسرار، فالمسلم يحفظ سر أخيه ولا يخونه ولا يفشي أسراره، واعلموا أن من ثمرات الأمانه هو أن الله يحب الأمناء ويحبهم رسول الله صلي الله عليه وسلم ثم يحبهم الناس لذلك، وأيضا شيوع الثقة والتعاون بين أفراد المجتمع.

ووجود الطمأنينة وراحة البال وسهولة التعامل بين الناس، وتورث الذكر الجميل بين الناس، ولكن أخي الكريم كيف تكون أمينا؟ وهو بالتعود والتنشئة وتعظيم مكانتها في نفس المسلم منذ الصغر، وتذكر المسئولية والموقف أمام الله يوم القيامة، والسعي لحسن الذكر في الدنيا وعظيم الأجر في الآخرة بفضل الله ثم بالتحلي بالأخلاق الحميدة ومنها الأمانة، وتذكر عاقبة الخيانة وأنها دليل على النفاق، والإستفادة من سيرة السلف الصالح وحالهم مع الأمانة، فهيا معا لنحيي خلقا عظيما من أخلاق الإسلام ولنجاهد أنفسنا عليه لننال عظيم الأجر من الله تعالي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock