عربي وعالمي

أجواء حزينة تخيم على احتفالات عيد الميلاد في بيت لحم

 

 

متابعة / محمد نجم الدين وهبي

 

تجمّع المئات في كنيسة المهد في مدينة بيت لحم، اليوم الثلاثاء، لإحياء عيد الميلاد وسط أجواء قاتمة للعام الثاني على التوالي في ظل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة المحاصر، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية. 

وللسنة الثانية، لم توضع أي زينة في المكان في غياب السياح والحجاج الذين كانوا يتوافدون إلى بيت لحم في أعياد الميلاد في الماضي، وهي مظاهر تعكس أجواء الحزن السائدة في ظل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

 

الأجواء في ساحة المهد 

وفي ساحة المهد في وسط المدينة الفلسطينية حيث الكنيسة المقامة في الموقع الذي يؤمن المسيحيون بأن يسوع المسيح ولد فيه، كسرت مجموعة من الكشافة الصمت الذي ساد خلال الصباح. 

وكُتب على لافتة حملها أحدهم «يريد أطفالنا بأن يلعبوا ويضحكوا» و«أوقفوا الإبادة في غزة الآن». 

وانطلقت العدوان الإسرائيلي على غزة ردا على هجوم حركة حماس، في الثامن من أكتوبر/تشرين الأول 2023، وتسبب في استشهاد أكثر من 45 ألف شخص، بحسب أرقام وزارة الصحة في القطاع التي تعتبرها الأمم المتحدة موثوقة. 

تضاء عادة شجرة ميلاد كبيرة في ساحة المهد، لكن السلطات المحلية فضّلت الابتعاد عن المظاهر الاحتفالية الكبرى للعام الثاني على التوالي. 

ويقول رئيس بلدية بيت لحم، أنطوان سلمان، لفرانس برس «هذا العام قلصنا طقوس الفرح، نريد التركيز على الواقع الفلسطيني ونظهر للعالم أن فلسطين لا تزال تعاني من الاحتلال الإسرائيلي، لا تزال تعاني من الظلم». 

لكن الصلوات، بما فيها قداس منتصف الليل الذي تعرف به الكنيسة، ستقام بحضور بطريرك اللاتين للكنيسة الكاثوليكية. إلا أن الاحتفالات سترتدي طابعا دينيا بخلاف الاحتفالات التي كانت تشهدها المدينة في الماضي. 

ورغم الأجواء الكئيبة، يجد بعض مسيحيي «الأراضي المقدسة» البالغ عددهم حوالى 185 ألفا في إسرائيل و47 ألفا في الأراضي الفلسطينية، ملاذا في الصلاة. 

ويقول سلمان «عيد الميلاد هو عيد الإيمان.. نصلي ونطلب من الرب أن ينهي معاناتنا».

 

فرحة منقوصة 

ويصف الاعلام ، الأجواء في بيت لحم في عيد الميلاد، بأنها ليست عادية اليوم، حيث تقتصر على الشعائر الدينية فقط، ويقول: «مش متعودين نشوف مدينة بيت لحم بهاي الصورة، فعلا مدينة بيت لحم حزينة كئيبة ولكن رسالة المحبة رساله السلام اللي انطلقت من كنيسة المهد هي النور لكل العالم بالرغم من كل شيء، بالرغم من الإبادة الجماعية في غزة ومحاصرة الضفة الغربية». 

وأضاف: «لا يمكن لمدينة بيت لحم أن تحتفل بعيد الميلاد بمعزل عما يجري في غزة، فغزة موجودة اليوم في قلب بيت لحم، موجودة بكل مكوناتها بكل معانيها ومفاهيمها». 

وتابع: «تكبدت بيت لحم خسائر لا حصر لها بسبب الأوضاع الراهنة وتراجع دخول الحجاج المسيحيين إلى المدينة، حيث كان 3 ملايين سائح يصلون إلى المدينة كل سنة، ما يعني خسائر يومية تقدر بمئات الملايين من الدولارات».

 

وقال إن الشرطة والأجهزه الأمنية نشرت ما يزيد على 800 ضابط وفرد أمن لتأمين الاحتفالات وفقا للخطة التي تم إعدادها، مشيرًا إلى أن الأجواء آمنة تستمر حتى نهاية قداس منتصف الليل، لكن الفرحة منقوصة بسبب الأوضاع الراهنة وما يجري في قطاع غزة من إباده جماعية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock