عربي وعالمي

أخلاقيَّات استخدام الذكاء الاصطناعي” .. في ندوةٍ بجناح مجلس حكماء المسلمين بمعرض كراتشي 

كتب - محمود الهندي 

 

 

نظَّم جناح مجلس حكماء المسلمين، ضمن فعاليات مشاركته في معرض كراتشي الدولي للكتاب 2025، ثاني ندواته الفكرية بعنوان: «أخلاقيات الذكاء الاصطناعي ومسؤولية المؤسسات الدينية والتعليمية»، وذلك بمشاركة كلٍّ من المفتي عبد المنعم فايز، مدير الإعلام بجامعة الرشيد – كراتشي، والمهندس فراز حسين بوريرو، مؤسس “باك جي بي تي” والرئيس المشارك لشركة “برو للذكاء الاصطناعي العالمي”، فيما تولَّى إدارة الندوة محمد عديل الأزهري، مسؤول الترجمة بفرع مكتب مجلس حكماء المسلمين في باكستان .

 

وافتُتحت الندوة بتأكيد أن تصاعد حضور تقنيات الذكاء الاصطناعي في حياة الأفراد والمجتمعات يفرضُ مسؤوليات واضحة على المؤسسات الدينية والتعليمية، ليس فقط في نقل المعرفة إلى الشباب والأجيال الجديدة، بل أيضًا في ضبط الإطار الأخلاقي والإنساني لاستخدام هذه التقنيات، بما يضمن توجيهها لخدمة القيم الإنسانيَّة وحفظ كرامة الإنسان وتعزيز المسؤولية المجتمعية في العصر الرقمي .

 

وأشاد المشاركون باهتمام مجلس حكماء المسلمين بتعزيز الاستخدام الأخلاقي للذكاء الاصطناعي بوصفه قضية فكرية وإنسانية تتطلب مقاربات مسؤولة، لافتين إلى أن المجلس يعمل بالاشتراك مع العديد من الشركاء على إعداد أطر مرجعية ومعايير تضبط مسارات تطوير الذكاء الاصطناعي واستخدامه، وتمنع انزلاقه إلى مساحات تمس القيم أو تنتهك الحقوق أو تُحدث تشويشًا معرفيًّا لدى الجمهور، خصوصًا في المجالات ذات الحساسية العالية.

 

وخلال كلمته، قدَّم المهندس فراز حسين بوريرو شرحًا مبسطًا حول كيفية عمل أنظمة الذكاء الاصطناعي في توليد الإجابات، موضحًا أن ما تنتجه هذه الأنظمة يرتبط ارتباطًا مباشرًا بطبيعة البيانات التي تتلقاها، وكيفية صياغة الأسئلة الموجهة إليها، وأن ذلك ينعكس على دقة المخرجات ونوعيتها، وعلى قابلية استخدامها في الحياة اليومية، في ظل اتساع الاعتماد المجتمعي على هذه التقنيات في مجالات متعددة .

 

ومن جانبه، أكد المفتي عبد المنعم فايز أن الاستخدام الرشيد للذكاء الاصطناعي لدى الطلبة والجمهور ينبغي أن يظلَّ في إطار الاسترشاد بالمراجع ومساندة الباحثين، لا أن يتحوَّل إلى اعتماد كامل على إجابات جاهزة تُؤخذ كما هي دون مراجعة أو تمحيص. ونبَّه إلى أن التحقق شرط حاسم قبل إصدار أي أحكام، خاصة في القضايا ذات الطابع الديني والفتاوي، موضحًا أن إجابات الذكاء الاصطناعي قد تختلف وتتغير تبعًا لصيغة السؤال وطبيعة السائل ولغته وسياقاته، وهو ما يفرض وعيًا نقديًّا عند التعامل معه، ويستدعي تأكيد المرجعيات العلمية الموثوقة .

 

وشهدت الندوة نقاشًا تفاعليًّا وحضورًا نشطًا من المشاركين؛ حيث طُرحت أسئلة متعددة حول كيفية معالجة الإشكالات الأخلاقية المرتبطة بتطبيقات الذكاء الاصطناعي، وسُبُل الحد من الأخطاء المعرفية والمخاطر المرتبطة بتداول معلومات غير دقيقة أو غير موثقة. وفي هذا السياق أكَّد المتحدثونَ أنَّ التعاون بين مطوري تقنيات الذكاء الاصطناعي وبين المؤسسات الدينية والتعليمية يمثل ضرورة عملية لتزويد النماذج بالمعلومات الصَّحيحة، وتطوير معايير دقيقة للتعامل مع المحتوى .

 

وشارك في النَّدوة طلاب وباحثون من مؤسسات دينية وتعليميَّة مختلفة في باكستان، وأعربوا عن تقديرهم لإتاحة فرصة التعرف بصورة مباشرة على أبعاد الذكاء الاصطناعي وأخلاقياته ضمن سياق معرفي منظم، مشيدينَ بمبادرات مجلس حكماء المسلمين وجهوده في فتح نقاشات جادة حول القضايا المعاصرة التي تمسُّ حياة الناس، وبالعمل على بلورة أطر أخلاقية تضبط مسارات تطوير التقنيات الحديثة واستخدامها بما ينسجم مع القيم الإنسانية .

 

ويشارك مجلس حكماء المسلمين بجناح خاص في معرض كراتشي الدولي للكتاب، المنعقد خلال الفترة من 18 إلى 22 ديسمبر الجاري؛ حيث يقع جناح المجلس في قاعة 1 ، جناح 45 .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock