مقالات وآراء

أسباب التأخر الدراسي والتعليمي لدي الأبناء

بقلم -محمود الدكروري

الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، لا عزّ إلا في طاعته، ولا سعادة إلا في رضاه، ولا نعيم إلا في ذكره، الذي إذا أطيع شكر، وإذا عُصي تاب وغفر، والذي إذا دُعي أجاب، وإذا استُعيذ به أعاذ، وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله، صلى الله عليه وسلم تسليما كثيرا، ثم أما بعد ذكرت المصادر التعليمية والتربوية الكثير عن أسباب التأخر الدراسي لدي الأطفال، وأما عن الخطة العلاجية لذلك، هو إعداد برامج وخطط تعليمية علاجية خاصة للمتخلفين دراسيا يقوم بها معلمون متخصصون يستخدمون الطرق المناسبة للقدرات المحدودة للمتخلفين والتركيز على المحسوسات، وعلى الأخصائي النفسي المدرسي أن يضطلع بدوره في تشخيص مشكلات التخلف الدراسي والعوامل المسببة له، فإذا كان يرجع إلى الضعف العقلي.

يجب إحالة التلميذ إلى إحدى مدارس ضعاف العقول، وإذا كان يرجع إلى سوء التوافق وعدم القدرة على متابعة التعليم في المدرسة الحالية يجب إحالة التلميذ إلى مدرسة أخرى أكثر ملائمة لشخصيته، وإذا كان يرجع إلى مشكلات انفعالية أو إضطرابات نفسية يقوم هو بعلاجها إن استطاع أو يحيلها إلى الأخصائيين حتى تتحسن صحة التلميذ النفسية ويستطيع متابعة الدراسة، وعلى الباحثين الذين يستخدمون نتائج التلاميذ من واقع السجلات المدرسية أن يلتزموا جانب الحذر الشديد عند الربط بين الدرجات المدرسية للتلاميذ والعوامل النفسية الأخرى وذلك للإختلاف بين أسس التقدير التي يستخدمها المدرسون عن تلك التي يستخدمها الباحثون، وأما بالنسبة للنواحي الإجتماعية فينبغي الإهتمام بدراسة حالة أسرة الطفل المتخلف دراسيا وخلفيته الإقتصادية والإجتماعية.

والظروف التعليمية في الأسرة وأثرها على نموه العقلي والتحصيلي، وأيضا العمل عل اتباع الأساليب التربوية السليمة في تنشئة الأطفال خاصة في مرحلة الطفولة المبكرة، والعمل على رفع المستوى الإقتصادي الإجتماعي وتحسين الظروف السكنية للأسرة ومحو الأمية عند الوالدين، تحقيقا للظروف الملائمة للتحصيل الجيد وتجنبا لإحتمال حدوث التخلف الدراسي، والعمل على تعديل البيئة الإجتماعية للتلميذ المتخلف دراسيا بعد دراستها دراسة وافية بما يحقق العلاج المطلوب، والعمل على تجنب كل ما يؤدي إلى التفكك الأسري وإضطراب الجو الأسري حتى نتجنب ما قد يؤدي إلى التخلف الدراسي، وأيضا حماية التلميذ المتخلف دراسيا الذي يترك المدرسة من الإنحراف الإجتماعي، وأما بالنسبة للنواحي الانفعالية.

 

فينبغي الإهتمام بإشباع الحاجات الأساسية للتلاميذ المتخلفين دراسيا، وقد أوضحت الدراسات السابقة أهمية الدور الذي تقوم به الأسرة وظروفها الإجتماعية والإقتصادية مع إبراز أهمية الجانب الإنفعالي والدفء العاطفي في الأسرة، وأن يكون فطام الطفل في الوقت المناسب بحيث لا يكون مبكرا جدا ولا متأخرا جدا ولا إجباريا، وكذلك الإهتمام بتنظيم مواعيد النوم حتى يستيقظ نشطا ويقبل على الدراسة ويجب ألا ينام الطفل في نفس الحجرة مع والديه، وعدم التفرقة في معاملة الأطفال حسب ترتيبهم في الأسرة أو جنسهم، والعمل على علاج أي مشكلات إنفعالية مسببة أو مصاحبة للتخلف الدراسي، وعلى كل من المربين والآباء الإهتمام بتهيئة الجو النفسي الإجتماعي الذي يتيح للتلاميذ الأمن والشعور بالإنتماء ومساعدتهم على تخطي العقبات التي قد تؤدي بهم إلى الفشل والإحباط وعدم القبول أو اللوم من جانب الآخرين وحتى لايستجيب لها التلميذ بصورة من صور التوافق السيئ .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock