عربي وعالمي

  أسباب تجاهل نتنياهو الحديث عن اغتيال هنية

 

 

متابعة / محمد نجم الدين وهبى

 

لم يتطرق رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، خلال كلمته، اليوم الأربعاء، للحديث عن عملية اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، مما أثار تساؤلات عدة عن سبب تجاهل نتنياهو للحديث عن هذه العملية، وعدم تبنيها أو الإعلان عن ضلوع إسرائيل فيها.

 

وفي هذا السياق، كشف مراسل «الغد» عن سر تحفظ نتنياهو، وعدم تطرقه للحديث عن اغتيال إسماعيل هنية، موضحا انه تكتيك تعتمده إسرائيل في عمليات الاغتيال التي تكون بالخارج.

 

وقال مراسلنا إن «اللافت ليس ما تحدث عنه نتنياهو، ولكن على ما لم يتحدث عنه نتنياهو، وهو اغتيال إسماعيل هنية»، مضيفا أن «هذا الجانب الذي اختار نتنياهو ألا يتحدث عنه أو اكتفى بالتلميح حين قال وجهنا ضربتين إلى لبنان وإلى إيران، ولكنه لم يقف على هذه المسألة».

 

وأشار إلى أن نتنياهو «ركز على موضوع لبنان بشكل أساسي، وركز على أن الحرب مستمرة، وقال إنه تعرض لضغوط شديدة خلال الفترة الماضية من كل العالم وذلك لإيقاف الحرب، وقال أنا السد المنيع ولن يكون هناك أي ضغوط تمارس علينا، وسوف نستمر بالحرب، ولو أننا رضخنا لهذه الضغوط لما استطعنا التحكم بمعبر فيلادلفيا ولا استطعنا أن نقتل آلاف المقاتلين الفلسطينيين، ولم نستطع أن نغتال القيادات السياسية والعسكرية المسؤولة عن العمليات ضد الجنود الإسرائيليين، ولم نستطع أن نقوم بأي من الإنجازات العسكرية».

 

وأضاف: «هذا عموما محور حديث نتنياهو، أنه الآن لا يوجد هناك لا صفقه ولا حديث حول إيقاف الحرب، وإنما جاءت كلمة نتنياهو كتأكيد للمجتمع الإسرائيلي أن الحرب مستمرة، وأنه هو السد المنيع الذي سوف يمنع أي ضغوط على إسرائيل لوقف هذه الحرب، ولعل هذا العنوان العريض الذي أراد نتنياهو قوله».

 

وتابع أن نتنياهو لم يتحدث عن موضوع الصفقة، ولم يتحدث عن وقف إطلاق النار، ولم يتحدث حول موضوع تجنيد الحريديم، ولم يتحدث حول مجريات ما حدث قبل أيام عدة في المحاكم العسكرية وهجوم المستوطنين، ولم يتحدث عن المشاكل الداخليه الإسرائيلية، وركز بالأساس على ما سيحدث مع لبنان، وأن الأجهزة الأمنية والعسكرية على أهبة الاستعداد لأي طارئ في هذه المنطقة».

 

وأكد مراسلنا أن نتنياهو «لم يرد أن يتحدث عن حماس، ولا عن إسماعيل هنية، محتفظا بذلك بنفس التكتيك الذي يستخدم في إسرائيل، وهو أن عمليات الاغتيال التي تكون في الخارج، باستثناء لبنان، لا يجب الحديث عنها إلا مستقبلا، بالرغم من أن الجميع يعلم أن إسرائيل هي التي اغتالت إسماعيل هنية».

 

تكتيك إسرائيلي

وتتبع إسرائيل سياسة الغموض فيما يتعلق ببعض عمليات الاغتيال التي تنفذها خارج حدودها، والتي غالبا ما تستهدف شخصيات بارزة في المنظمات التي تعتبرها تهديدا لأمنها، ومن بين هذه العمليات ما يلي: 

اغتيال القيادي في حركة حماس، محمود المبحوح، في دبي عام 2010، حينها لم تعلن إسرائيل مسؤوليتها عن العملية، بالرغم من أن العديد من الأدلة أشارت إلى ضلوع الموساد في اغتيال المبحوح

اغتيال القائد العسكري البارز في حزب الله، عماد مغنية، عبر تفجير سيارة في دمشق عام 2008، حينها لم تعلن إسرائيل مسؤوليتها عن الاغتيال، لكن العديد من التقارير أشارت إلى تورطها بالتعاون مع وكالة الاستخبارات الأمريكية (CIA). 

اغتيال العالم الفلسطيني فادي البطش، الذي تم استهدافه في ماليزيا عام 2018، ولم تعلن إسرائيل مسؤوليتها عن العملية، لكن أصابع الاتهام وُجِّهت إلى الموساد. 

اغتيال المهندس التونسي، وعضو حركة حماس، محمد الزواري، الذي اغتيل في تونس عام 2016، ولم تعلن إسرائيل مسؤوليتها، لكن حماس اتهمت الموساد بتنفيذ العملية.

هذه العمليات وعمليات أخرى غيرها تُعزى إلى إسرائيل، لكن بدون إعلان رسمي عن مسؤوليتها، مما يضفي عليها طابع السرية والغموض.

 

كلمة نتنياهو 

وفي وقت سابق، اليوم الأربعاء، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن «إسرائيل وجهت خلال أيام ضربات لحماس وحزب الله والحوثيين»، في تصريح يُنظَر إليه على أنه اعتراف غير مباشر من مسؤول إسرائيلي كبير بالضلوع في اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية. 

وقال نتنياهو، في كلمة له: «وجهنا ضربات ساحقة لوكلاء إيران، وتأتينا تهديدات من كل الجهات.. نحن جاهزون لكل السيناريوهات». 

وأضاف: «لم نخضع للضغوط ولن نخضع لها الآن». 

وأشار إلى أن إسرائيل «تنتظرها أيام صعبة مليئة بالتحديات».

وشدد نتنياهو على أن «إسرائيل ستفرض ثمنا باهظا على أي عدوان عليها من أي مكان».

 

اغتيال إسماعيل هنية

وأعلنت حركة حماس، صباح اليوم الأربعاء، استشهاد رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية، في العاصمة الإيرانية طهران. 

وقالت الحركة في بيان لها، إن هنية تم اغتياله في غارة على مقر إقامته في طهران، بعد مشاركته في احتفال تنصيب الرئيس الإيراني الجديد. 

وقال عضو المكتب السياسي لحركة حماس موسى أبو مرزوق، إن اغتيال القائد إسماعيل هنية عمل جبان ولن يمر سدى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock