
متابعة / محمد نجم الدين وهبي
قال صندوق النقد الدولي، اليوم الخميس، إنه يتابع عن كثب التطورات في الولايات المتحدة، والتي تتضمن التحركات التي اتخذتها إدارة الرئيس دونالد ترمب لوقف المساعدات الخارجية وفرض رسوم جمركية على الصين، لكن من السابق لأوانه تقديم تقييمات واضحة لتأثير هذه التحركات.
ودأب صندوق النقد الدولي على تحذير الدول من أن إجراءات الحماية والقيود التجارية وزيادة حالة عدم اليقين قد تكبح النمو العالمي.
وقالت المتحدثة باسم الصندوق، جولي كوزاك، إن تأثير الرسوم الجمركية التي أعلنتها الولايات المتحدة بالفعل، وغيرها من التدابير، سيتوقف على ردود أفعال الدول الأخرى والمستهلكين، إلى جانب التطورات التجارية الأخرى.
وحين سُئلت عن المقترحات الواردة في أجندة مشروع 2025، التي كتبها بعض الأعضاء البارزين في إدارة ترمب، والتي تدعو الولايات المتحدة إلى الانسحاب من صندوق النقد، قالت كوزاك إن الصندوق له تاريخ طويل في العمل مع الإدارات الأميركية المتعاقبة، ويتطلع إلى مواصلة هذا العمل.
رسوم جمركية
وتعهد الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، بفرض رسوم جمركية على عدد من الدول، مما دفع بعض الدول، مثل كندا والصين، إلى اتخاذ إجراءات مضادة.
وأصدر الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، في وقت سابق، أمرًا بفرض رسوم جمركية نسبتها 25% على الواردات الكندية والمكسيكية، و10% على السلع القادمة من الصين، بدءًا من يوم الثلاثاء. كما أعلن أنها ستظل سارية حتى تنتهي حالة الطوارئ الوطنية بسبب عقار الفنتانيل والهجرة غير الشرعية إلى الولايات المتحدة.
وحذر البنك الدولي، الأسبوع الماضي، من أن الرسوم الجمركية الأميركية الشاملة البالغة 10 بالمئة قد تقلص النمو الاقتصادي العالمي الضعيف بالفعل والمتوقع أن يسجل 2.7 بالمئة في 2025 نحو 0.3 نقطة مئوية إذا رد شركاء الولايات المتحدة التجاريون بفرض رسوم جمركية من جانبهم.
واقترح الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب الذي تولى منصبه، فرض رسوم جمركية بنسبة 10 بالمئة على الواردات العالمية، ورسوم عقابية بنسبة 25 بالمئة على الواردات من كندا والمكسيك حتى تتخذا إجراءات صارمة ضد المخدرات والمهاجرين الذين يعبرون الحدود إلى الولايات المتحدة، ورسوم جمركية بنسبة 60 بالمئة على السلع الصينية. وتعهدت بعض الدول، مثل كندا، بالرد.
وقال البنك الدولي إن المحاكاة باستخدام نموذج للاقتصاد الكلي العالمي أظهرت أن زيادة قدرها 10 نقاط مئوية في الرسوم الجمركية الأميركية على جميع الشركاء التجاريين في عام 2025 قد تقلص النمو العالمي 0.2 نقطة مئوية لهذا العام، وأن الرد المقابل من الدول الأخرى قد يؤدي إلى تفاقم الضرر على النمو.
وأضاف أن هذه التقديرات تتفق مع دراسات أخرى أظهرت أن زيادة قدرها 10 نقاط في الرسوم الجمركية الأميركية قد «تخفض مستوى الناتج المحلي الإجمالي الأميركي بنسبة 0.4 بالمئة، في حين أن الرد المماثل من الشركاء التجاريين قد يفاقم التأثير السلبي الإجمالي إلى 0.9 بالمئة».
لكنه قال إن النمو في الولايات المتحدة قد يزيد أيضا بنحو 0.4 نقطة مئوية في عام 2026 إذا تم تمديد أجل التخفيضات الضريبية في الولايات المتحدة، مع وجود آثار عالمية طفيفة فحسب.
وأمس الأول، بدأت حرب ترمب الجمركية بإعلانه فرض رسوم نسبتها 25% على الواردات من المكسيك وكندا، رغم اتفاق التجارة الحرة الذي يربط واشنطن بالبلدين، فيما فرض على الصين رسوما جمركية إضافية نسبتها 10%.
وتعد كل من الصين والمكسيك وكندا من أكبر شركاء الولايات المتحدة التجاريين، وتعهدت الدول الثلاث اتّخاذ خطوات انتقامية، لدى دخول الرسوم الجمركية حيز التطبيق غدًا الثلاثاء.