الحمد لله المحمودِ بجميع المحامد تعظيما وثناء، المتصف بصفات الكمال عزة وكبرياء، الحمد لله الواحد بلا شريك القوي بلا نصير، العزيز بلا ظهير الذي رفع منازل الشهداء في دار البقاء وحث عباده على البذل والفداء، أحمده سبحانه حمدا يليق بجلال وجهه وعظيم سلطانه، فهو الأول والآخر والظاهر والباطن ليس كمثله شيء وهو السميع البصير، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه الأئمة الكرام النجباء وسلم تسليما كثيرا، ثم أما بعد ذكرت كتب الفقه الإسلامي الكثير عن العشر الأيام الأوائل من شهر ذو الحجة، وقيل كان ابن عمر وأبو هريرة رضي الله عنهما يخرجان إلى السوق في أيام العشر يكبران ويكبر الناس بتكبيرها.
وقيل كان عمر يكبر في قبته بمنى فيسمعه أهل المسجد فيكبرون، ويكبر أهل الأسواق حتى ترتج منى تكبيرا، وكان ابن عمر يكبر بمنى تلك الأيام وخلف الصلوات وعلى فراشه، وفي فسطاطه ومجلسه وممشاه تلك الأيام جميعا، وإنه يستحب للمسلم أن يجهر بالتكبير في هذه الأيام ويرفع صوته به، وعليه أن يحذر من التكبير الجماعي حيث لم ينقل عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أحد من السلف، والسنة أن يكبر كل واحد بمفرده، وكما أن من الأعمال التي يستحب للمسلم أن يحرص عليها ويكثر منها في هذه الأيام هو الصدقة، وهي من جملة الأعمال الصالحة التي يستحب للمسلم الإكثار منها في هذه الأيام، وقد حث الله تعالي عليها فقال ” يا أيها الذين آمنوا أنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة والكافرون هم الظالمون”
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” ما نقصت صدقة من مال ” رواه مسلم، وهناك أعمال أخرى يستحب الإكثار منها في هذه الأيام بالإضافة إلى ما ذكر، منها قراءة القرآن وتعلمه والإستغفار وبر الوالدين وصلة الأرحام والأقارب وإفشاء السلام وإطعام الطعام والإصلاح بين الناس والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وحفظ اللسان والفرج والإحسان إلى الجيران وإكرام الضيف والإنفاق في سبيل الله وإماطة الأذى عن الطريق والنفقة على الزوجة والعيال وكفالة الأيتام وزيارة المرضى وقضاء حوائج الإخوان والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وعدم إيذاء المسلمين والرفق بالرعية وصلة أصدقاء الوالدين والدعاء للإخوان بظهر الغيب وأداء الأمانات والوفاء بالعهد والبر بالخالة والخال.
وإغاثة الملهوف وغض البصر عن محارم الله تعالي وإسباغ الوضوء والدعاء بين الآذان والإقامة وقراءة سورة الكهف يوم الجمعة والذهاب إلى المساجد والمحافظة على صلاة الجماعة والمحافظة على السنن الراتبة والحرص على صلاة العيد في المصلى وذكر الله عقب الصلوات والحرص على الكسب الحلال وإدخال السرور على المسلمين والشفقة بالضعفاء وإصطناع المعروف والدلالة على الخير وسلامة الصدر وترك الشحناء وتعليم الأولاد والبنات والتعاون مع المسلمين فيما فيه خير، فاللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي في معاشنا، واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر، اللهم طهر مجتمعات المسلمين من جميع المنكرات، اللهم سلم الحجاج والمعتمرين، وتقبل منهم طاعتهم يارب العالمين.