
متابعة / محمد نجم الدين وهبى
أفاد موقع أكسيوس بأن مسؤوليين أميركيين قالوا إن البيت الأبيض يعيد تقييم استراتيجيته بشأن صفقة إطلاق سراح المحتجزين ووقف إطلاق النار في غزة، بينما يتداول كبار مساعدي الرئيس جو بايدن ما إذا كان هناك جدوى من تقديم اقتراح جديد في الوقت الذي تتخذ فيه حماس وإسرائيل مواقف أكثر صرامة في المفاوضات.
وأضاف الموقع الأميركي أن بايدن، الذي يشارك شخصيًا في رسم الاستراتيجية الأميركية، يريد الاستمرار في الضغط من أجل التوصل إلى اتفاق، لكن مستشاريه يعتقدون أن الاقتراح الجديد لن يؤدي إلى أي شيء في الوقت الحالي.
اقتراح جديد
وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ومدير وكالة الاستخبارات المركزية بيل بيرنز في الأيام الأخيرة إن الولايات المتحدة قد تقدم اقتراحا جديدا ومحدثا في الأيام المقبلة، لكن مسؤولين أميركيين آخرين يقولون إن مثل هذه الخطوة ليست وشيكة.
وقال أحد المسؤولين الأميركيين: «إنها فترة صعبة.. الناس في البيت الأبيض يشعرون بالحزن والانزعاج والإحباط. ما زلنا نعمل ولكننا لن نقدم أي شيء في وقت قريب.. نحن في موقف صعب».
وأضاف مسؤولون أميركيون لموقع أكسيوس إن كبار مستشاري بايدن كانوا على مدار الأسبوع الماضي يقيمون الوضع الذي وصلت إليه المفاوضات وأصبحوا متشككين للغاية في فرص التوصل إلى اتفاق في الأمد القريب.
تشدد نتنياهو
وقال المسؤولون إن قتل حماس لستة محتجزين، من بينهم المواطن الأميركي هيرش غولدبرغ بولين، والمطلب الجديد الذي طرحته الحركة بالإفراج عن 100 سجين فلسطيني آخر يقضون أحكاماً بالسجن مدى الحياة بتهمة قتل إسرائيليين، تسبب في حالة من التشاؤم الشديد في البيت الأبيض.
وفي الوقت نفسه، عندما أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على مطلبه بالحفاظ على السيطرة العسكرية الإسرائيلية الكاملة على طول محور فيلادلفيا على الحدود بين مصر وغزة في مؤتمر صحفي الأسبوع الماضي، فقد خلق ذلك إحباطا في البيت الأبيض.
وعندما سُئل بايدن الأسبوع الماضي عما إذا كان يعتقد أن نتنياهو يبذل جهدًا كافيًا للتوصل إلى اتفاق، قال «لا».
ووفقا لأكسيوس، قال مسؤولون إن البيت الأبيض يواجه معضلة صعبة لأنهم يشعرون أن زعيم حماس يحيى السنوار لا يريد التوصل إلى اتفاق في الوقت الحالي أيضا.
وأضافوا: «حتى لو فعل ذلك، فإن بايدن لا يريد أن يُنظر إليه على أنه يكافئ حماس بمزيد من التنازلات بعد أن قتلت محتجزين وتقدمت بمطالب أكثر تطرفًا».
مقترح أكثر تفصيلاً
وأضاف الموقع الأميركي أن إدارة بايدن لا تزال تعمل مع قطر ومصر على التوصل إلى مقترح أكثر تفصيلاً للتوصل إلى اتفاق، لكنها لم تتوصل بعد إلى صيغة يمكنها سد الفجوات الحالية.
وقال مسؤولون أميركيون إن الكثير من التركيز تحول إلى معرفة ما إذا كان المصريون والقطريون قادرين على الضغط على السنوار لتخفيف مطالبه.
وقال مسؤولون إسرائيليون إنه لم يتم تحقيق تقدم كبير في الأيام الأخيرة.
وقال مدير وكالة الاستخبارات المركزية وليام بيرنز يوم السبت في مؤتمر لصحيفة فاينانشال تايمز في لندن إنه على الرغم من أن الوسطاء يعملون على إيجاد صيغ إبداعية، فإنه سيكون على السنوار ونتنياهو اتخاذ خيارات صعبة.
وأضاف: «في نهاية المطاف، فإن الأمر يتعلق بالإرادة السياسية وما إذا كانت القيادة على الجانبين مستعدة للاعتراف بأن هذا يكفي وأن الوقت قد حان لاتخاذ قرارات صعبة وتقديم تنازلات».
وقال بيرنز إنه يأمل أن يدرك نتنياهو والسنوار أن هناك الكثير على المحك ويتفقان على المضي قدما نحو التوصل إلى اتفاق.
وقال بيرنز: «سنواصل العمل بأقصى ما نستطيع مع الوسطاء الآخرين لأنه لا يوجد بديل عن التوصل إلى اتفاق بشأن المحتجزين ووقف إطلاق النار.. ما هو على المحك هنا هو المحتجزين الذين ما زالوا على قيد الحياة في الأنفاق في غزة وأرواح المدنيين الأبرياء في غزة».