
متابعة / محمد نجم الدين وهبى
تحاول الولايات المتحدة الأميركية ثني إسرائيل عن استهداف العاصمة اللبنانية بيروت ردا على هجوم مجدل شمس بالجولان.
وقالت مصادر مطلعة لرويترز إن الولايات المتحدة تقود حملة دبلوماسية لردع إسرائيل عن استهداف العاصمة اللبنانية بيروت أو البنية الأساسية المدنية الرئيسية ردا على هجوم صاروخي على هضبة الجولان.
وتسابق واشنطن الزمن لتجنب حرب شاملة بين إسرائيل وجماعة حزب الله اللبنانية المدعومة من إيران بعد الهجوم على الجولان الذي تحتله إسرائيل والذي تسبب في مقتل 12 طفلا وفتى يوم السبت الماضي، وفقا للأشخاص الخمسة وبينهم مسؤولون لبنانيون وإيرانيون بالإضافة إلى دبلوماسيين من الشرق الأوسط وأوروبا.
وحملت إسرائيل والولايات المتحدة حزب الله مسؤولية الهجوم الصاروخي لكن الجماعة نفت مسؤوليتها.
وقالت المصادر التي طلبت عدم الكشف عن هويتها، إن الدبلوماسية المكوكية تركز على تقييد رد إسرائيل من خلال حثها على عدم استهداف بيروت المكتظة بالسكان، أو الضاحية الجنوبية معقل حزب الله، أو البنية التحتية الرئيسية مثل المطارات والجسور.
وقال نائب رئيس مجلس النواب اللبناني، إلياس بوصعب لرويترز إن إسرائيل يمكن أن تتجنب خطر التصعيد الكبير من خلال تجنب العاصمة ومحيطها. وأضاف إنه على اتصال بالوسيط الأمريكي آموس هوكشتاين منذ هجوم الجولان يوم السبت.
وأضاف: “إذا تجنبوا المدنيين وبيروت وضواحيها، فإن هجومهم سيكون محسوبا جيدا”.
إسرائيل لا تريد حرب شاملة
وقال مسؤولون إسرائيليون إن إسرائيل تريد إلحاق الأذى بحزب الله لكنها لا تريد جر المنطقة إلى حرب شاملة. وقال الدبلوماسيان إن إسرائيل لم تتعهد بأي التزام بتجنب توجيه ضربات إلى بيروت أو ضواحيها أو البنية الأساسية المدنية.
وقالت وزارة الخارجية الأمريكية إنها لن تعلق على تفاصيل المحادثات الدبلوماسية. وقال متحدث باسم الوزارة لرويترز “دعمنا لأمن إسرائيل قوي ولا يتزعزع في مواجهة كل التهديدات (من الأطراف) المدعومة من إيران، ومنها حزب الله”.
حق الرد
وقال جون كيربي المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض للصحفيين إن إسرائيل لها كل الحق في الرد على ضربة الجولان لكنه أضاف “لا أحد يريد حربا أوسع نطاقا”.
وأضاف كيربي: «فيما يخص المحادثات التي جرت في مطلع الأسبوع، فمن المؤكد أننا أجريناها على مستويات متعددة. لكنني لن أتحدث بالتفصيل عن جوهر تلك المحادثات”.
ولم يستجب مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي لطلب التعليق، في حين أحجم حزب الله عن الرد.
وكان الأشخاص المطلعون على الجهود الدبلوماسية خلال اليومين الماضيين إما من المشاركين في المحادثات أو على دراية بتفاصيلها، حسب رويترز.
وقالوا إن الجهود تهدف إلى تحقيق نهج مدروس مماثل لذلك الذي احتوى على تبادل الهجمات الصاروخية والطائرات المسيرة في أبريل نيسان بين إسرائيل وإيران، والتي أشعلتها ضربة إسرائيلية على القنصلية الإيرانية في دمشق.
وقال مسؤول إيراني إن الولايات المتحدة نقلت أيضا رسائل إلى طهران ثلاث مرات على الأقل منذ هجوم يوم السبت على الجولان، “محذرة من أن تصعيد الوضع سيكون ضارا لجميع الأطراف”.
وحزب الله أقوى فصيل في محور المقاومة التابع لإيران والمكون من جماعات إقليمية ومتحالفة مع حركة حماس.
وقد تبادل الحزب إطلاق النار مع الجيش الإسرائيلي عبر الحدود الجنوبية للبنان منذ اندلاع حرب غزة في أكتوبر تشرين الأول الماضي.
محاولات تهدئة الوضع
وقال دبلوماسي فرنسي لرويترز إن باريس شاركت منذ هجوم الجولان أيضا في نقل الرسائل بين إسرائيل وحزب الله لتهدئة الوضع.
وترتبط فرنسا بعلاقات تاريخية مع لبنان الذي كان تحت الانتداب الفرنسي منذ عام 1920 حتى حصل على استقلاله عام 1943. وحافظت باريس على علاقات وثيقة مع بيروت منذ ذلك الحين ولديها نحو 20 ألف مواطن في لبنان، العديد منهم يحملون الجنسية المزدوجة.
ولم ترد وزارة الخارجية الفرنسية على طلب لرويترز للتعليق.
ولم تغير قيادة الجبهة الداخلية الإسرائيلية أيا من تعليماتها حتى الآن، وهو ما يشير إلى أن الجيش لا يتوقع خطرا وشيكا من حزب الله أو أي جماعة أخرى.
ويوم الأحد، فوضت الحكومة الأمنية المصغرة في إسرائيل رئيس الوزراء ووزير دفاع جيش الاحتلال بتحديد طريقة وتوقيت الرد على حزب الله.
ويشير القرار، في ضوء امتناع شركاء نتنياهو في الائتلاف من اليمين المتطرف، وهما وزير المالية بتسلئيل سموتريتش ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، إلى أن إسرائيل اختارت الرد الذي لا يصل إلى حد الحرب الشاملة التي دعا إليها بعض الساسة.
إيران تحذر
حذرت إيران، اليوم الإثنين، من عواقب أي هجوم إسرائيلي محتمل على لبنان في أعقاب هجوم مجدل شمس بالجولان.
جاء ذلك خلال اتصال هاتفي بين الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون.
وأفادت وكالة الأنباء الإيرانية (إيرنا) بأن الرئيس مسعود بزشكيان أبلغ نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون في اتصال هاتفي بأن أي هجوم إسرائيلي محتمل على لبنان سيكون له عواقب وخيمة.
وقتل 12 شخصا في هجوم مجدل شمس بالجولان المحتل أول أمس، وتتهم إسرائيل حزب الله بأنه وراء الهجوم فيما نفى الحزب هذا الاتهام.