عربي وعالمي

أم تتمنى الموت بينما تكافح لإطعام أطفالها في غزة

 

 

متابعة / محمد نجم الدين وهبي

 

في حين يستمر العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، لليوم الـ402، يكافح الفلسطينيون بالقطاع المحاصر للبقاء على قيد الحياة، في ظل كارثة إنسانية يعيشها السكان، وفي ظل استامرار آلة الحرب الإسرائيلية في توجيه نيرانها صوب صدورهم.

 وفي حين تشعر الفلسطينية اعتماد القانوع بأن الجميع تخلوا عنها، تكافح وتسعى جاهدة لإطعام أطفالها السبعة، وفي بعض الأحيان، يراودها شعور بأن الموت هو أفضل وسيلة لإنهاء معاناة أسرتها بعد مرور أكثر من سنة على بدء الحرب التي دمرت قطاع غزة وألقت بسكانه في براثن الجوع.

 

 

  

وقالت اعتماد القانوع، وهي أم لـ3 أولاد و4 بنات، تتراوح أعمارهم بين 8 و18 عاما: «يا ريتهم يرموا قنبلة نووية يضيعونا ويريحونا من هالحياة اللي إحنا عايشنها… يضرب هالقنبلة النووية ويريحنا، بداش (لا أريد) هالعيشة اللي إحنا عايشنها لإننا بنموت على البطيء، حرام عليهم، يطّلع على هالأطفال يطلع على هالصغار». 

ويتجمع الأطفال بأعداد كبيرة في مدينة دير البلح داخل موقع خيري بأوانٍ فارغة بينما يتضورون جوعا، ويوزع موظفو الإغاثة حساء العدس على الأطفال من وعاء، لكن هذا لا يكفي أبدا لسد جوعهم وتخفيف حالة الذعر المنتشرة على نطاق واسع.

 

استشهاد عشرات الآلاف 

وتقول اعتماد إن أسرتها تعاني من الغارات الجوية الإسرائيلية التي أدت إلى استشهاد عشرات الآلاف ودمرت جزءا كبيرا من غزة ونشرت الجوع في الجزء الآخر. 

وأضافت: «ما حدا بيطلع لنا، ما حدا بيدور علينا، بناشد الأمة العربية بناشد الدول العربية إنها تقف معانا تفتح المعابر أقل ما فيها تفتح المعابر تعبر لنا الأكل تعبر لنا قوت أولادنا علشان هالأطفال». 

وتابعت: «كذابين كلهم بيضحكوا على هالشعب، أصلا أميركا مع إسرائيل، كلهم متوحدين علينا». 

وسُمح للشاحنات المحملة بالمساعدات الإنسانية بالدخول إلى شمال قطاع غزة عبر معبر إيريز، اليوم الإثنين. 

ومن المقرر أن تبت الولايات المتحدة هذا الأسبوع بشأن ما إذا كانت إسرائيل قد أحرزت تقدما فيما يتعلق بتحسين الوضع الإنساني في غزة، وما ستفعله واشنطن على خلفية ذلك.

 

 

 

شبح المجاعة 

قال خبراء في مجال الأمن الغذائي العالمي إن هناك «احتمالا قويا» بأن المجاعة باتت وشيكة في أجزاء من شمال قطاع غزة، حيث تواصل إسرائيل عدوانها منذ أكثر من عام.

وفي رد فعل على التحذير من المجاعة، اتهم المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، فيليب لازاريني، إسرائيل باستخدام الجوع سلاحا.

وبخلاف الجوع، يقول سكان غزة إنهم ليسوا أمامهم أي مكان آمن يذهبون إليه بعد أن جعلتهم عمليات النزوح المتكررة يعيشون في خيام حتى يضطروا إلى الانتقال مرة أخرى للهروب من المزيد من الضربات. 

ويقول البعض إن محنتهم أسوأ من «النكبة» التي حلت في 1948 عندما تم تهجير مئات الآلاف من الفلسطينيين. 

وقال محمد أبو قراعة، أحد النازحين في غزة: «أيام 48 كانت أطيب من هيك الأمور، إحنا هيك فيش أمان فيش مكان».

 

إعلان غزة منطقة مجاعة 

وفي وقت سابق، اليوم الإثنين، طالبت شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية الحكومة الفلسطينية والأمم المتحدة بالإعلان فورا عن قطاع غزة منطقة مجاعة في ظل التداعيات الخطيرة للقيود التي يفرضها الاحتلال على دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع، وبخاصة شماله. 

وأشارت الشبكة إلى أن الاحتلال يواصل منع دخول المساعدات الغذائية والطبية والمياه إلى مناطق شمال قطاع غزة ويقيد دخولها إلى مختلف مناطق القطاع، إذ إن ما يدخل من مساعدات لا يتجاوز الـ30 شاحنة مساعدات يوميا، بما يمثل نسبة 6% من الاحتياجات الأساسية. 

كما أشارت الشبكة إلى ما أعلنته لجنة خبراء الأمم المتحدة لمراجعة المجاعة بشأن الوضع في شمال قطاع غزة، أنه بات خطيرًا ويتدهور بشكل متسارع، وطالبت بإجراءات فورية. 

وحذرت الشبكة من التداعيات الخطيرة لجريمة التجويع التي يمارسها الاحتلال ومنع دخول المواد الغذائية وغيرها من الاحتياجات الأساسية، وخصوصا على صحة الأطفال والنساء الذين باتوا في واقع صعب ومعقد يهدد حياتهم. 

وطالبت الشبكة المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته الأخلاقية والقانونية واتخاذ الإجراءات الفورية لوقف العدوان الإسرائيلي على الفلسطينيين، وإدخال المساعدات الإنسانية إلى مختلف مناطق قطاع غزة، وتوفير الحماية الدولية للمدنيين والمؤسسات المدنية، وفي مقدمتها المستشفيات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock