
هناء الصغير
طلبت وزارة العدل الأمريكية ومجموعة من الولايات من المحكمة الاتحادية إلزام شركة «جوجل» ببيع «كروم» متصفح الويب الشهير، وهي الخطوة التي قد تغير بشكل أساسي أعمال الشركة التي تبلغ قيمتها 2 تريليون دولار وإعادة تشكيل المنافسة على الإنترنت.
ويأتي الطلب في أعقاب حكم تاريخي صدر في شهر أغسطس الماضي من قبل القاضي أميت ب. ميهتا من المحكمة الجزئية الأمريكية لمقاطعة كولومبيا، والذي توصل إلى أن «جوجل» احتفظت بشكل غير قانوني باحتكار البحث عبر الإنترنت، إذ طالب تقديم حلول أمس الأربعاء لتصحيح احتكار البحث، وفقًا لما ذكره موقع «نيويورك تايمز».
وبخلاف بيع كروم، طلبت الحكومة من القاضي ميهتا إعطاء جوجل خيارًا: إما بيع أندرويد، نظام تشغيل الهواتف الذكية، أو منع جوجل من جعل خدماتها إلزامية على الهواتف التي تستخدم أندرويد للعمل، وإذا انتهكت جوجل هذه الشروط، أو فشلت الحلول في تحسين المنافسة، فقد تجبر الحكومة الشركة على بيع أندرويد في وقت لاحق، وفي دعوى قضائية شاملة، طلبت الحكومة من القاضي منع «جوجل» من إبرام اتفاقيات مدفوعة الأجر مع شركة «أبل» وغيرها من الشركات لتكون محرك البحث المحدد تلقائيًا على الهواتف الذكية وفي المتصفحات.
كما قالت الحكومة إنه ينبغي للمحكمة أيضًا إلزام «جوجل» بالسماح لمحركات البحث المنافسة بعرض نتائج الشركة والوصول إلى بياناتها لمدة 10 سنوات.
ويُعتبر إجبار «جوجل» على بيع «كروم» و«أندرويد» سيكون من بين أسوأ النتائج المحتملة، إذ أن متصفح الويب الذي تم تقديمه في عام 2008 وهو مجاني الاستخدام، هو الأكثر شعبية في العالم، مع ما يقدر بنحو 67% من سوق المتصفحات العالمية، وفقًا لـ Statcounter، التي تجمع بيانات سوق التكنولوجيا، و«أندرويد» هو برنامج الهاتف المحمول الأكثر شعبية في العالم، مع ما يقدر بنحو 71% من السوق، وإن كلا من الشركتين جزء من نظام بيئي متطور لشركة جوجل يجعل الناس يستخدمون منتجات الشركة.
تقول حكومة الولايات المتحدة: «إن مجال المنافسة ليس متساويًا بسبب سلوك جوجل، إذ تعكس جودة جوجل المكاسب غير المشروعة من ميزة تم الحصول عليها بشكل غير قانوني، لذلك يجب أن تسد الحلول هذه الفجوة وتحرم جوجل من هذه المزايا»، ومن المقرر أن تقدم «جوجل» اقتراحاتها الخاصة لإصلاح احتكار البحث بحلول 20 ديسمبر المقبل، ومن المتوقع أن يصدر القاضي حكمه بحلول نهاية الصيف.