
في زمنٍ ترتفع فيه الأصوات، ويُقاس فيه الحضور بعدد الجدالات والانفعالات، يبدو الهدوء كأنه انسحاب، وكأن الصمت دليل ضعف أو عجز.
لكن الحقيقة أن الهدوء أحيانًا هو أعلى درجات القوة، أن تمتلك القدرة على الرد ثم تختار السلام.
الهدوء ليس غياب الصوت، بل حضور الوعي، أن تعرف متى تتكلم ومتى تصمت، أن تدرك أن طاقتك أثمن من أن تُهدر في جدال لا طائل منه.
الإنسان الهادئ لا يخلو من الغضب، لكنه تعلم كيف يحتويه، كيف يوجّهه بدل أن يُستنزف به، وكيف يصنع من سكونه مساحة أمان له ولمن حوله.
في الهدوء حكمةٌ لا يراها المنفعلون، وفي الصمت راحةٌ لا يدركها من اعتاد الصخب. هو اختيار النضج، لا استسلام الضعف.
فمن يعرف قيمته لا يحتاج لإثباتها بالصوت العالي، بل يحيا بثباتٍ يُشبه البحر حين يهدأ بعد العاصفة.
يُعتبر تنظيم الانفعال مهارة أساسية للصحة النفسية. ويساعدك فى ذلك
أن تسأل نفسك حين تغضب:
– هل هدفي أن أُثبت أنني على حق؟
– أم أن أُحافظ على سلامي الداخلي؟
ويمكنك تدريب نفسك على “الهدوء الواعي” من خلال:
1. التنفس البطيء قبل الرد.
2. تأجيل الانفعال لدقائق، فالعقل يستعيد اتزانه سريعًا.
3. كتابة ما تشعر به بدل تفجيره في لحظة غضب.
وتذكر أن ليس كل من يصمت ضعيفًا، وليس كل من يتكلم قويًا، فالقوة الحقيقية أن تملك زمام نفسك حين يفقد الجميع السيطرة.
وكما قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم ـ : ( ليس الشديد بِالصُّرَعَةِ ، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب )
لذا امنح نفسك فرصة أن تكون هادئًا دون أن تشعر بالذنب، فالقوة الحقيقية لا تُرى في ردود الأفعال، بل في سكون النفس حين تحيط بها العواصف.
دومتم بصحة نفسية جيدة بعيدا عن الانفعال والغضب



