
الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد، الله أكبر عدد ما غردت الأطيار على الأشجار، والله أكبر عدد ما لمعت السماء أقمار، الله أكبر عدد من طاف بالبيت وزار، الله أكبر ماصام الصائمون، الله أكبر مابكى الخاشعون وأن المذنبون، الله أكبر، الله أكبر عدد مانطق اللسان ورُفع الآذان، الله أكبر عدد ما وزن في الميزان وقرئ من القرآن، الله أكبر خلق الخلق فأحصاهم عددا وكلهم آتيه يوم القيامة فردا، الله أكبر خلق كل شيئ بقدر، وملك كل شيئ وقهر، عنّت الوجوه لعظمته وخضعت الرقاب لقدرته، الله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا وسبحان الله بكرة وأصيلا، الحمد لله كما يحب ربنا ويرضى على آلائه ونعمه التي لاتُعد ولاتحصى وأشهد أن لا إله الاالله وحده لاشريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيئ قدير، وأشهد أن نبينا وقائدنا وقدوتنا وسيدنا هو محمد ابن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم.
هو نبيه المصطفى ورسوله المجتبى صلوات ربي وسلامه عليه ماذكره الذاكرون الأبرار وما تعاقب الليل والنهار وعلى صحبه الأخيار وأتباعه الأطهار ثم أما بعد ذكرت المصادر أن الإمام الأصمعي لما صافّ القائد قتيبة بن مسلم للترك وهاله أمرهم، سأل عن محمد بن واسع، فقيل هو ذاك في الميمنة جامع على قوسه يبصبص أي يشير بأصبعه نحو السماء ويدعو، فقال تلك الأصبع أحب إليّ من مائة ألف سيف شهير وشاب طرير، وإن لم يجاهد الرجل المائة ببدنه خلف الغزاة في أهليهم وأعقبهم رعاية وحماية لذويهم، وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” من لم يغزو، أو يجهّز غازيا، أو يخلف غازيا في أهله بخير أصابه الله بقارعة قبل يوم القيامة ” وكما أنه يجاهد بسهمه وسنانه فهو كذلك ببيانه ولسانه فيدافع عن الإسلام ودعاته ويدافع عن رموزه ورعاته.
وعن أسماء بنت يزيد رضي الله عنها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” من ذبّ عن عرض أخيه بالغيبة كان حقا على الله أن يعتقه من النار ” فإن الاعتبار من أعظم صفات المؤمنين، وأخص مزايا المتقين، وأهل الاعتبار هم أصحاب النظر الثاقب والقلب الخاشع، حيث يقول الحق سبحانه ” إن في ذلك لعبرة لمن يخشي” ويقول سبحانه وتعالي ” إن في ذلك لذكري لمن كان له قلب أو ألقي السمع وهو شهيد” والمتأمل في القرآن الكريم يجد أن الحق سبحانه قد حث على إعمال العقول بالاعتبار والتدبر والتأمل، وأولى ذلك عناية خاصة بل جعله من أجل العبادات، وأفضل الطاعات حيث يقول سبحانه آمرا بالنظر والاعتبار ” فاعتبروا يا أولي الأبصار” ويقول سبحانه ” فاعتبروا يا أولي الأبصار” ويقول سبحانه ” قل انظروا ماذا في السموات والأرض”
ويقول سبحانه وتعالى ” أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها أو آذان يسمعون بها” ومما دعانا القرآن الكريم إلى الاعتبار به هو تعاقب الليل والنهار، واختلاف أحواله، وتقلب أجوائه، ففي ذلك عظة لأصحاب البصائر النافذة، وعبرة لأهل العقول الواعية، حيث يقول سبحانه ” يقلب الله الليل والنهار إن في ذلك لعبرة لأولي الأبصار” ويقول سبحانه وتعالي ” وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورا” ويقول تعالى في الحديث القدسي ” بيدي الأمر، أقلب الليل والنهار” والمراد بقوله تعالى “خلفة” أي أن كلا من الليل والنهار يخلف الآخر في نظام إلهي لا يتبدل ولا يتخلف، فمن الذي يضبط حركة كل منهما؟ إنه الله ولا أحد سواه، ألا وصلوا وسلموا على خير خلق الله نبينا محمد، فقد أمرنا بذلك ربنا، فاللهم صلي على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد.
أهل الإعتبار هم أصحاب النظر الثاقب




