متابعة / محمد نجم الدين وهبى
وقف آباء قلقون في طوابير، اليوم الأربعاء، مع أطفالهم للحصول على اللقاح المضاد لشلل الأطفال، في وسط قطاع غزة، وهم يعدون الدقائق قبل أن تنتهي ساعات وقف القتال في المنطقة، مما ينذر بمزيد من الموت والدمار في حرب تدور رحاها منذ نحو 11 شهرا.
مطالبات فلسطينية بوقف دائم لإطلاق النار
وبينما كان مسؤولو الصحة يوزعون الجرعات، تساءلت أم من غزة تدعى هدى الشيخ عن الجدوى التي قد تعود على أطفالها من حملة التطعيم ضد شلل الأطفال بعد أن يرجعوا لمواجهة مزيد من الضربات الجوية والقصف الإسرائيلي.
وقالت هدى لوكالة رويترز: «حاليا بتطعموا أطفالنا من شلل الأطفال، يعني من فيروس بسيط، طيب ما هم كل يوم بيقتلوا فيهم، مفيش أساسا حماية إلهم وخلال ساعات بسيطة هتخلص الهدنة وهيرجع قصف الأطفال وقتل الأطفال، مفيش اي حماية غير هيك بخلاف هاي الست ساعات».
وأضافت: «أتمنى وقف إطلاق نار دائم، يعني إحنا تنفسنا أكتر من ساعة عشان أطفالنا يعني، فما بالك عم بيصير وقف إطلاق نار دائم، الأطفال عمالة (باستمرار) بتموت كل يوم، جايين اليوم يعطونا تطعيم شلل الأطفال، خايفين عليهم يموتوا مثلا؟ طيب من أنتم بتموتوا فيهم كل يوم، فاحنا (نحن) بنتمنى بيصير فيه وقف إطلاق نار دائم».
حملة تطعيم طارئة
وانطلقت حملة التطعيم الطارئة ضد مرض شلل الأطفال في قطاع غزة بعد اكتشاف إصابة رضيع بشلل الأطفال الشهر الماضي، وهي الحالة الأولى في غزة منذ 25 عاما.
ووافقت إسرائيل وحركة حماس على هدن لـ8 ساعات يوميا في مناطق محددة سلفا للسماح بالمضي في حملة التطعيم، ولم ترد أنباء عن أي انتهاكات.
لكن لا نهاية للحرب تلوح في الأفق فيما يبدو.
وتعثرت الجهود الدبلوماسية الرامية إلى وقف دائم لإطلاق النار وإطلاق سراح المحتجزين في غزة والإفراج عن أسرى فلسطينيين في سجون الاحتلال.
عدوان إسرائيلي متواصل
وتشن إسرائيل عدوانا على قطاع غزة، بعد عملية طوفان الأقصى التي نفذتها فصائل المقاومة الفلسطينية ضد مستوطنات غلاف غزة، في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وقالت وزارة الصحة في غزة إن أكثر من 40861 فلسطينيا استشهدوا وأُصيب 94398 في العدوان الإسرائيلي على غزة، وفي نهاية شهر يوليو/ تموز، أفادت الوزارة باستشهاد 10627 طفلا.
ونزح معظم سكان غزة وعددهم 2.3 مليون نسمة من منازلهم، وتكرر نزوح أُسر كثيرة في قطاع غزة بحثا عن مأوى آمن.
قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة (الأونروا)، اليوم الأربعاء، إن تقدما جيدا يتحقق في حملة التطعيم ضد شلل الأطفال في قطاع غزة، لكن وقف إطلاق النار الدائم في الحرب الدائرة منذ 11 شهرا ضروري لتخفيف المعاناة الإنسانية.
انتقال الحملة لمناطق أخرى
وأضافت الأونروا أنه بعد 3 أيام من بدء الحملة في مناطق بوسط غزة، تلقى نحو 187 ألف طفل اللقاح، وستنتقل الحملة إلى مناطق أخرى من القطاع في المرحلة الثانية.
ويقول الفلسطينيون إن السبب الرئيسي وراء عودة شلل الأطفال هو انهيار النظام الصحي وتدمير معظم مستشفيات غزة.
وقالت هديل الدربية، التي أحضرت ابنتها الرضيعة للتطعيم ضد شلل الأطفال إنها غير متفائلة مثل الآباء الآخرين في غزة.
وأضافت: «زي ما انتم شوفتم التطعيمات اليوم للأطفال اللي من الحرب، طيب ما ليش ما تتوقف الحرب، بدل ما تجيبوا (تحضروا) تطعيمات جيبوا (حققوا) حل وقف الحرب، جيبوا حل للناس المنكوبة اللي تشردت من بيوتها وتشردت في الخيم، الناس الأطفال، أنا بشوف أطفال أشلاء ونشوف حاجات ما بنعرفش كيف.. إحنا حتى الآن مش عارفين إن إحنا كيف عايشين وشايفينها، فاحنا بنطلب منكم توقفوا الحرب وبنفس الوقت جيبوا لنا الشغلات اللي احنا نقدر نعيش فيها، يعني فيه حرب ودمار، لا فيه منظفات ولا فيه أمان ولا فيه سلام ولا فيه مصادر الواحد يقدر يعيش فيها، فاحنا بنطلب منكم أن تقفوا معانا وتساندونا وتشوفوا احتياجاتنا».