دين ومجتمع

إستحقار صغائر الذنوب والإستهانة بعقوبتها 

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

الحمد لله استوى على عرشه فوق سبع سموات طباق وجعل الأرض مهدا وأجرى فوقها ماء يراق، أحمده سبحانه وأشكره حث على الألفة والوئام والوفاق، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وعد عباده المؤمنين المتقين جنات بها ثمر حلو المذاق، وتوعد من أعرض عن دينه بعذاب في النار لا يطاق، وأشهد أن نبينا وسيدنا وحبيبنا محمدا عبد الله ورسوله بغض للأمة أمر الطلاق صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد اعلموا يرحمكم الله أن من أسباب الفتور في العبادة هو إستحقار صغائر الذنوب والإستهانة بعقوبتها وإنها والله القطرات التي أجرت سيول الفجور والحصى الصغيرة التي تراكمت منها جبال الذنوب، فمرة نقول صغائر، ومرة نقول لمم، وما الأمر إلا ملائكة يكتبون وصحف تملا، ورب يحصي، في كتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها.

 

فهل علم الفاتر عن الطاعة ذلك كله ؟ فقال بعض السلف ” تسامحت بلقمة فتناولتها فأنا اليوم من أربعين سنة إلى خلف” وكما أن من أسباب الفتور في العبادة هو التعلق في الإلتزام بالدين بالأحياء من الصالحين، وإنه السوس الذي ينخر في دين الإنسان من حيث لا يشعر، فكم يفرح المرء بهدايته، غير أنه لم يهتدي إلا لأجل إعجابه بشخصية فلان، أو إستحسانه صوته أو صورته، حتى يصل الأمر بأن يتبعه في كل شيء، ويقلده في كل أمر، فإذا ما أصيب قدوته بالفتور، لحقه فيه دون تردد ولو إنتكس، إنقلب كما انقلب على عقبيه وإنه لا يضر الله شيئا، وإنه يجب أن نقتدي في سائر عباداتنا بالنبي صلى الله عليه وسلم، وبسلفه الأخيار، لا نرتضي بهم بدلا، وليكن ذلك نبراسنا في دعوتنا الناس إلى منابر الهداية المضيئة، فإن الأحياء لا تؤمن عليهم الفتنة، ويقول الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.

 

” من كان منكم مستنا فليستن بمن مات، أولئك أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، كانوا خير هذه الأمة، أبرها قلوبا وأعمقها علما، وأقلها تكلفا، قوم اختارهم الله لصحبة نبيه المصطفي صلى الله عليه وسلم، ونقل دينه فتشبهوا بأخلاقهم وطرائقهم، فهم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم كانوا على الهدي المستقيم، وكما أن من أسباب الفتور في العبادة هو الإنشغال بالعلوم العلمية البحتة، والإنفتاح على شتى وسائل تحصيلها، من دون تفريق بين ما حلّ منها وما حرم، كالتعذر في تعلم اللغة الإنجليزية برؤية الأفلام الأجنبية، أو الإطلاع على مواقع منحلة في شبكة الانترنت، أو السفر إلى الخارج من غير أخذ الأهبة الدينية التي يجب أن يتسلح المسلم بها قبل ذهابه إلى هناك أو السكن مع إحدى الأسر الكافرة، والإختلاط بهم بحجة إجادة التعلم والإضطرار إليه.

 

فكم فجع الإنسان في دينه حينما رأى نفسه تنحدر من سبيل التعليم إلى سبيل الغواية والإنحلال وما ذاك إلا بسبب نظرة محرمة وإنها لتقع في قلبه كالسهم المسموم، الذي يردي قلبه بعد الحياة ميتا وبعد الهداية ضالا، فليحكم الإنسان الشرع في أفعاله وتصرفاته، ولا يكن مفتيا لذاته حاكما بهواه، فاللهم انصر إخواننا المسلمين في فلسطين، اللهم انصر إخواننا المسلمين في كل مكان يارب العالمين، اللهم انصر المجاهدين في سبيلك في كل مكان، اللهم كن لهم مؤيدا ونصيرا، وعونا ومعينا، اللهم قوي شوكتهم، واحم حوزتهم، اللهم سدد رميهم، واخذل عدوك وعدوهم، يا ذا الجلال والإكرام، ياذا الطول والإنعام، اللهم احقن دماء المسلمين في كل مكان اللهم ألف بين قلوبهم وأصلح ذات بينهم، واجعلهم لكتابك محكمين، ولسنة نبيك متبعين، وعن الاختلاف مبتعدين.

 

اللهم وفق ولاة أمور المسلمين في كل مكان للحكم بشريعتك، وإتباع سنة نبيك صلى الله عليه وسلم، اللهم اجعلهم رحمة على شعوبهم، اللهم اجعلهم رفقاء برعاياهم، اللهم اجعلهم هداة للحق وبه يعدلون، اللهم عليك بأعداء الدين والمسلمين، اللهم أحصهم عددا، واقتلهم بددا، ولا تبق منهم أحدا، اللهم خذهم أخذا وبيلا، اللهم زلزل الأرض تحت أقدامهم، اللهم سلط بعضهم على بعض، اللهم شتت شملهم، وفرق كلمتهم، وأضعف شوكتهم، اللهم ألق الذعر في قلوبهم، وأدر الدائرة عليهم، اللهم لا تقم لهم راية، واجعلهم لمن خلفهم عبرة وآية، يا قوي يا عزيز، يا جبار السموات والأرض.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock