عربي وعالمي

إصابات وقتلى في صفوف الاحتلال إثر هجمات مكثفة لحزب الله

 

 

متابعة / محمد نجم الدين وهبي

 

نفذ حزب الله اللبناني، يوم الخميس، عددًا من الضربات الصاروخية على المستوطنات الإسرائيلية.

 وقال حزب الله، في سلسلة بيانات تابعها محرر الغد، إنه استهدف عددًا من تجمعات قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي شرقي مدينة الخيام، وموقع هضبة العجل شمالي مستوطنة كفار يوفال، وبوابة العمرا جنوبي مدينة الخيام، وتجمعًا آخر شرقي مدينة الخيام للمرة الثانية برشقات صاروخية. 

كما أعلن الحزب أنه استهدف قاعدة شراغا، وهي المقر الإداري لقيادة لواء غولاني، شمالي مدينة عكا المحتلة، وشنت هجومًا جويًا بسربٍ من المسيّرات الانقضاضية على قاعدة حيفا البحرية. 

وأشار حزب الله إلى أن قاعدة حيفا البحرية، التابعة لسلاح البحرية في الجيش الإسرائيلي، تضم أسطولًا من الزوارق الصاروخية والغواصات، وتبعد 35 كيلومترًا عن الحدود اللبنانية الفلسطينية شمال مدينة حيفا المحتلة. وذكر أن الهجوم أصاب أهدافه بدقة. 

إضافة إلى ذلك، نفذ الحزب هجومًا جويًا بسرب من المسيّرات الانقضاضية على تجمعٍ لقوات الاحتلال عند الأطراف الشرقية لمدينة الخيام، واستهدف تجمعًا آخر في المنطقة ذاتها للمرة الثالثة. كما استهدف مركز الإنذار المبكر “يسرائيلي”، وهو مركز جمع استخباري رئيسي يتبع لفرقة الجولان 210، على قمة جبل الشيخ في الجولان السوري المحتل. 

وفي تطور آخر، أعلن حزب الله أنه تصدى لطائرة مسيّرة إسرائيلية من نوع “هرمز 900” في أجواء القطاع الغربي بصاروخ أرض-جو، وأجبرها على مغادرة الأجواء اللبنانية. 

كما أكد استهداف قاعدة شراغا للمرة الثانية، واستهدف تجمعًا آخر عند الأطراف الشرقية لمدينة الخيام للمرة الرابعة، إضافة إلى استهداف مستوطنة المطلة.

 

كمين لقوات الاحتلال 

وذكر الحزب أنه أعد كمينًا لقوات الاحتلال الإسرائيلي. وأوضح: «جيش الاحتلال اعترف بسقوط 4 قتلى وعدد من الجرحى، فيما تناقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية مقتل 6 جنود في الكمين، من بينهم ضابط وجندي من الكتيبة 13 (غولاني)، وجندي من وحدة “ماغلان”، بالإضافة إلى عالم آثار كان يرافق القوة تحت مسؤولية قائد اللواء للتعرف على المنطقة». 

كما استهدف الحزب تجمعًا لقوات جيش الاحتلال الإسرائيلي عند الأطراف الجنوبية لمدينة الخيام، وقاعدة عين زيتيم، برشقة صاروخية.

 

صافرات إنذار في إسرائيل 

من جانبها، قالت مراسلة الغد من القدس المحتلة، إن صافرات الإنذار دوت في عدد من المناطق جراء صواريخ حزب الله. 

وأضافت أن الجيش الإسرائيلي أعلن في بيان أنه تصدى لطائرة بدون طيار أطلقت من لبنان، وأوضح أنه تم إسقاطها. كما أشارت إلى أن حزب الله يواصل تسيير الطائرات بدون طيار لاستهداف تجمعات قوات الاحتلال قرب الحدود الإسرائيلية اللبنانية.

 

المسار الدبلوماسي

 وعلى الصعيد الدبلوماسي، وصل المبعوث الأميركي، أموس هوكستين، مساء أمس الأربعاء، إلى إسرائيل لمواصلة المفاوضات في وقف إطلاق النار مع حزب الله اللبناني، بعد تحقيق ما وصفه بـ«تقدم إضافي» خلال المحادثات في بيروت. 

وقاد هوكستين جهود إدارة بايدن لإنهاء أكثر من عام من النزاع، ومن المقرر أن يلتقي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الخميس، وسط تفاؤل حذر بشأن فرص التوصل إلى اتفاق. 

وعاد هوكستين إلى بيروت يوم الثلاثاء بعد قبول الحكومة اللبنانية وحزب الله مقترحًا أميركيًّا لصياغة الاتفاق، رغم إبداء ملاحظات عليه. كما مدد زيارته غير المتوقعة يومًا إضافيًّا لإجراء مزيد من المناقشات. 

وعقب لقائه برئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، الذي يحظى بدعم «حزب الله» في المفاوضات، صرح هوكستين بأنه سيغادر إلى إسرائيل «لمحاولة إنهاء الأمر إذا أمكن». 

ووصف هوكستين المفاوضات بأنها شهدت «تقدما إيجابيا»، ومن المقرر أن يلتقي بوزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي، رون ديرمر، القريب من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، كما ستستمر المحادثات يوم الخميس، مع انعقاد المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر مساء لمناقشة التطورات. 

لكن صحيفة هآرتس نقلت عن مسؤولين إسرائيليين وأميركيين تحذيرهم من إمكانية فشل التوصل لاتفاق بسبب الفجوات بين الجانبين اللبناني والإسرائيلي. 

وأكد دبلوماسيون أن اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل قد شارف على الاكتمال، حيث جرى الاتفاق على 90-95% من البنود، لكن قضايا حساسة، بما في ذلك آلية المراقبة، ما تزال دون حل، بحسب لصحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية. 

وجاء ذلك بعدما أكد زعيم حزب الله تقديم رد على المقترح الأميركي، مشددا على أن نجاح الاتفاق مرهون بوقف العدوان الإسرائيلي واحترام سيادة لبنان. 

تفاصيل المقترح لم تُعلن بعد، لكن الخلافات السابقة شملت آلية الإشراف على الاتفاق وطلب إسرائيل الاحتفاظ بحقها في ضرب لبنان حال انتهاك الاتفاق، وهو ما رفضه الجانب اللبناني. 

وقد أشار الدبلوماسيون إلى أن الاتفاق «أقرب من أي وقت مضى»، إلا أنهم حذروا من أن «التفاصيل الدقيقة هي التي تعوق التقدم». 

وأوضحوا – بحسب يديعوت أحرونوت – أن القضايا الحساسة، بما في ذلك إنشاء آلية مراقبة، ما تزال محل نقاش. 

ومن المتوقع أن تشمل هذه الآلية أدوارا محورية للولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا، بهدف دعم الجيش اللبناني بالأسلحة والمشورة. كما ستسهم دول مثل الأردن ومصر والإمارات العربية المتحدة في تعزيز قدرات لبنان العسكرية. 

كما أكد تقرير لهيئة البث الإسرائيلية، اليوم الخميس، أن «الولايات المتحدة وفرنسا ستتوليان رئاسة فريق المراقبة، وهو أمر لا يواجه اعتراضًا من أي طرف، لكن الخلاف يكمن في الدول الأخرى التي ستنضم إلى هذه الآلية، حيث تفضل إسرائيل إشراك دول أوروبية، بينما يطالب لبنان بإدراج دولة عربية واحدة على الأقل». 

من جانبها، أكدت السلطات اللبنانية أن أي اتفاق لوقف إطلاق النار مع إسرائيل يجب أن يستند إلى قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701، الذي أنهى حرب 2006 بين حزب الله وإسرائيل. 

وينص القرار على إخلاء مقاتلي حزب الله وأسلحته المناطق الواقعة بين الخط الأزرق، وهو الحدود غير الرسمية بين لبنان وإسرائيل، ونهر الليطاني على بعد حوالي 30 كيلومترا من الحدود، ومع ذلك، تقول إسرائيل إن هذا القرار لم يُحترم بالكامل، بينما تتهم لبنان إسرائيل بانتهاك القرار من خلال طلعاتها الجوية العسكرية فوق الأراضي اللبنانية. 

ومن المتوقع أن يتضمن أي اتفاق محتمل جدولا زمنيا لانسحاب القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان، إلى جانب نشر آلاف الجنود الإضافيين من الجيش اللبناني في تلك المنطقة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock