مقالات وآراء

كيف حوّلت مصر النكسة إلى نصر؟

كتب-ماهر أشرف ضلع

لم تكن نكسة يونيو 1967 مجرد هزيمة عسكرية، بل كانت جرحًا في قلب الأمة، وظلالًا ثقيلة على الوجدان المصري والعربي. إلا أن التاريخ لا يُكتب بالانكسار، بل بالإرادة التي تنهض من ركامه. وهنا تجلت عظمة مصر؛ إذ لم تستسلم للهزيمة، بل جعلت منها بداية طريق نحو النصر.

في أعقاب النكسة، نهض الشعب خلف قيادته متحدًا، رافضًا الاستسلام، مؤمنًا أن الأرض لا تُسترد إلا بالعرق والدم. فجاءت حرب الاستنزاف لتكون المدرسة الكبرى التي صقلت الجيش المصري، وأعادت له ثقته بنفسه، وأثبتت أن الإرادة أقوى من العجز. كانت معارك رأس العش وإغراق المدمرة إيلات إشارات واضحة أن مصر عائدة لا محالة.

ثم جاء السادس من أكتوبر 1973، يوم ارتفعت فيه رايات العبور، وتحوّل الحلم إلى واقع، والجرح إلى نصر يخلّده التاريخ. لقد قدّم المصريون للعالم درسًا بليغًا: أن الشعوب العظيمة لا تُقاس بكمّ ما تخسره في لحظة، بل بقدرتها على تحويل الهزيمة إلى قوة تدفعها نحو المجد.

تحولت النكسة من ذكرى ألم إلى جسرٍ نحو الانتصار، ومن صفحة حزن إلى سطور عزّة وفخر. فمصر أثبتت أن الكبوة قد تكون بداية لانطلاقة أعظم، وأن إرادة الحياة أقوى من كل انكسار.

وهكذا خلد التاريخ مصر لا كأمة انهزمت، بل كأمة انتصرت لأنها آمنت أن الدماء الطاهرة لا تكتب إلا فجرًا جديدًا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock