متابعة / محمد نجم الدين وهبي
أبدت إيران انفتاحا تجاه دونالد ترمب، اليوم السبت، داعية الرئيس الأميركي المنتخب إلى تبني سياسات جديدة تجاهها بعد اتهام واشنطن لطهران بالتورط في مخطط لاغتياله.
وحض نائب الرئيس الإيراني للشؤون الاستراتيجية محمد جواد ظريف ترمب على تغيير سياسة «الضغوط القصوى» التي اتبعها مع إيران خلال ولايته الأولى.
وقال ظريف للصحفيين: «يجب على ترمب أن يظهر أنه لا يتبع سياسات الماضي الخاطئة».
وجاءت تصريحاته بعد توجيه السلطات القضائية الأميركية الجمعة اتهامات إلى «عميل للنظام الإيراني» في إطار مخطط لاغتيال ترمب وصحفية إيرانية-أميركية معارضة بارزة.
وفي السياق ذاته، نفى وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي اتهامات الولايات المتحدة بوجود صلة بين طهران ومؤامرة مزعومة لقتل الرئيس المنتخب دونالد ترامب، ودعا اليوم السبت إلى بناء الثقة بين البلدين الخصمين.
وقال عراقجي في منشور على إكس «الآن… يتم اختلاق سيناريو جديد… بما أنه ليس هناك قاتل في الواقع، يتم جلب كتاب السيناريو لتأليف كوميديا رخيصة».
وقال عراقجي «اتخذ الشعب الأميركي قراره. وإيران تحترم حقه في انتخاب الرئيس الذي يختاره. والسبيل للمضي قدما هو أيضا اختيار.. يبدأ بالاحترام».
وأضاف «إيران لا تسعى للحصول على أسلحة نووية.. هذه سياسة مبنية على التعاليم الإسلامية وحساباتنا الأمنية. بناء الثقة مطلوب من الجانبين.. إنه ليس طريقا في اتجاه واحد».
إيران تنفي الاتهامات
واعتبرت الخارجية الإيرانية، اليوم السبت، أن الاتهامات لإيران بالوقوف وراء مخطط يستهدف ترمب «لا أساس لها إطلاقا».
وخلال ولايته الأولى التي بدأت عام 2017، سعى ترمب إلى تطبيق استراتيجية «الضغوط القصوى» من خلال فرض عقوبات على إيران، ما أدى إلى ارتفاع التوتر بين الطرفين إلى مستويات جديدة.
وقام في مايو/أيار 2018 بسحب بلاده من جانب واحد من الاتفاق النووي الذي أبرمته إيران مع القوى الكبرى في 2015، وأعاد فرض عقوبات اقتصادية قاسية على طهران، خصوصًا على القطاعين النفطي والمالي.
وردت إيران بالتراجع عن التزاماتها بموجب الاتفاق، ومنذ ذلك الحين قامت بتخصيب اليورانيوم حتى 60%، أي أقل بنسبة 30% فقط من الدرجة النووية.
ونفت طهران مرارا الاتهامات الغربية بأنها تسعى إلى تطوير سلاح نووي. ورأى ظريف السبت أن نهج ترمب السياسي الذي اتبعه تجاه إيران أدى إلى زيادة مستويات التخصيب.
وأوضح: «لا بد من أن ترمب أدرك أن سياسة الضغوط القصوى التي بدأها تسببت في وصول تخصيب إيران إلى 60% من 3.5%».
وأضاف ظريف: «كرجل حسابات، عليه أن يقوم بالحسابات ويرى ما هي مزايا وعيوب هذه السياسة وما إذا كان يريد الاستمرار في هذه السياسة الضارة أو تغييرها».
«مقاربات خاطئة»
وأصدر ترمب خلال ولايته أمرًا باغتيال اللواء قاسم سليماني، القائد السابق لفيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، بضربة جوية قرب مطار بغداد في يناير/كانون الثاني 2020.
والخميس، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي إن فوز ترمب يمثل «فرصة لمراجعة وإعادة النظر في المقاربات الخاطئة السابقة» لواشنطن.
وكان ترمب أكد الثلاثاء أنه «لا يسعى إلى إلحاق الضرر بإيران».
وقال بعد الإدلاء بصوته: «شروطي سهلة للغاية.. لا يمكنهم امتلاك سلاح نووي.. أود منهم أن يكونوا دولة ناجحة للغاية».
وتصر إيران على أنها تستخدم التكنولوجيا النووية لأغراض سلمية.
وتغلب الجمهوري ترمب على منافسته الديمقراطية كامالا هاريس في الانتخابات الرئاسية على وقع الحرب المتواصلة منذ أكثر من عام في الشرق الأوسط.
«تجارب مريرة»
وسبق أن قالت إيران، الخميس، إنها لا تتوقع أي تحول جوهري في السياسة الأميركية بعد فوز دونالد ترمب بالانتخابات الرئاسية على كامالا هاريس، وخصوصًا فيما يتعلق بالعقوبات المفروضة عليها أو حروب الشرق الأوسط.
ومن المقرر أن يعود ترامب إلى البيت الأبيض في يناير/ كانون الثاني المقبل، بعد أن هزم نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس في الانتخابات التي جرت يوم الثلاثاء الماضي.
واعتبر الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، في تصريحات له الخميس، أن فوز ترمب لا يغيّر شيئًا بالنسبة إلى طهران.
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا) عن بزشكيان قوله: «أولويتنا هي تطوير علاقاتنا مع جيراننا».
وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، في تصريحات نقلتها «إرنا»: «لدينا تجارب مريرة جدًا مع السياسات والتوجهات السابقة للإدارات الأميركية المختلفة».