صحف وتقارير

اتفاق الرياض–إسلام آباد: تحالف دفاعي جديد يرسم ملامح الشرق الأوسط

بقلم احمد شتيه  باحث فى الشأن الاستراتيجي والامن القومى 

 

 

فى خطوة لافتة على خريطة التحالفات الإقليمية، وقّعت السعودية وباكستان اتفاقية دفاع مشترك تعكس تحولات استراتيجية تتجاوز مجرد التعاون العسكري التقليدي. الاتفاقية تمثل بداية مرحلة جديدة من التنسيق الأمني بين البلدين، بما يعزز موقع السعودية كقوة إقليمية ويمنح باكستان دعماً سياسياً واقتصادياً طالما سعت إليه.

 

وتظهر ملامح الاتفاقية فى التعاون العسكري المباشر يشمل تبادل الخبرات وتدريب الكوادر العسكرية وتطوير أنظمة التسليح.

إنشاء لجان تنسيق مشتركة لمتابعة التهديدات الإقليمية، سواء كانت إرهابية أو مرتبطة بأطراف دولية منافسة.

صفقات تسليح وتكنولوجيا عسكرية تستفيد منها الرياض عبر خبرة باكستان فى الصناعات الدفاعية، خاصة الصواريخ والطائرات بدون طيار.

تنسيق استخباراتي يركز على مكافحة الإرهاب وحماية أمن الممرات البحرية.

 

تأتى الاتفاقية فى توقيت دقيق يشهد تصاعد التوترات الإقليمية بين قوى كبرى، مع تداخل ملفات إيران واليمن إلى جانب تحركات إسرائيل المتسارعة لبناء شراكات عسكرية فى المنطقة.

السعودية تدرك أن بناء تحالف دفاعي مع باكستان صاحبة الجيش النووي الكبير يضيف عمقاً استراتيجياً يعزز قدرتها على الردع ويوفر شبكة أمان فى ظل تحولات موازين القوى.

 

ويأتى تأثير الاتفاقية على الصراع في الشرق الأوسط فى تعزيز الردع السعودي فى مواجهة إيران، وهو ما قد يعيد رسم توازن القوى فى الخليج.

دعم استقرار البحر الأحمر والخليج العربي عبر تعاون بحري وأمني مشترك، يضعف فرص تهديد الملاحة الدولية.

توسيع شبكة التحالفات الإسلامية فى مواجهة محاور أخرى بالمنطقة، ما قد يضعف مساعي بعض القوى لإضعاف الموقف العربي.

تأثير غير مباشر على الصراع الفلسطيني–الإسرائيلي، حيث تمنح الاتفاقية الرياض مزيداً من أوراق القوة على طاولة التفاوض الدولي.

 

وتجنى الرياض من هذا الاتفاق مكاسب عسكرية كبيرة حيث تنويع مصادر الدعم العسكري بعيداً عن الاعتماد الكامل على واشنطن ، نقل خبرات باكستان الدفاعية، خاصة فى المجال النووي غير المباشر والقدرات الصاروخية ، تعزيز العمق الإسلامي بدعم أكبر قوة عسكرية إسلامية بعد تركيا ، تحقيق توازن إقليمي يحد من الضغوط الغربية والإيرانية معاً.

 

الاتفاقية تعكس وعياً سعودياً بضرورة تنويع التحالفات فى زمن التغيرات السريعة، خاصة مع تقلب المواقف الأمريكية والأوروبية.

كما أنها تمنح الرياض ثقلاً إسلامياً ودفاعياً جديداً، يفتح الباب أمام بناء “حلف أمني إسلامي” قادر على مواجهة التحديات دون الارتهان للقوى الكبرى.

غير أن نجاح الاتفاقية سيظل مرهوناً بمدى استمرارية الالتزام السياسي من جانب باكستان، التى لطالما عانت من ضغوط داخلية وخارجية فى إدارة علاقاتها مع الخليج.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock