عربي وعالمي

اتهامات لإسرائيل بارتكاب جرائم حرب جديدة في غزة ولبنان

 

 

متابعة / محمد نجم الدين وهبي

 

واجهت إسرائيل، اليوم الجمعة، اتهامات جديدة بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، بسبب انتهاكات في لبنان وقطاع غزة.

 ففي لبنان، استشهد 3 صحفيين في غارة إسرائيلية طالت مقر إقامتهم في جنوب لبنان فجر اليوم الجمعة، فيما ندد مسؤولون لبنانيون باستمرار جرائم الحرب الإسرائيلي في لبنان وقطاع غزة. 

وفي غزة، أعلنت وزارة الصحة، اليوم، أن الجيش الإسرائيلي اقتحم مستشفى كمال عدوان في مخيم جباليا للاجئين في شمال القطاع، واحتجز مئات الفلسطينيين بينهم مرضى والطاقم الطبي ونازحون. 

وتزامن هذا، مع قيام وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن بجولة إقليمية، يستكملها الجمعة بمباحثات في لندن مع نظراء عرب ورئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي.

 

استهداف الصحفيين 

وأعلنت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية أن 3 صحفيين استشهدوا في غارة استهدفت مقرّ إقامتهم في حاصبيا في جنوب لبنان فجر الجمعة. 

ونعت قناة المنار التابعة لحزب الله مصوّرها وسام قاسم، بينما نعت قناة الميادين مصوّرها غسان نجار ومهندس البث محمد رضا. 

ورأى ميقاتي أن ذلك يشكّل «فصلا من فصول جرائم الحرب التي يرتكبها العدو الإسرائيلي، وأن هدف العدوان المتعمّد… ترهيب الاعلام للتعمية على ما يرتكب من جرائم وتدمير». 

وكتب وزير الإعلام زياد مكاري على منصة اكس «انتظر العدو الإسرائيلي استراحة الصحفيين الليلية، لكي يغدر بهم، مضيفا كان في المكان 18 صحفيا يمثلون سبع مؤسسات إعلامية. هذه جريمة حرب». 

ولم يعلّق الجيش الإسرائيلي بعد على هذه الغارة.

 

قطع معبر حدودي 

وتواصلت الغارات على مناطق أخرى، حيث تسبّبت إحداها صباح الجمعة بقطع معبر حدودي بين لبنان وسوريا، وفق ما أفاد وزير الأشغال العامة والنقل علي حمية.

وهذا المعبر هو الثاني من إجمالي 3 رئيسية، يصبح خارج الخدمة بسبب ضربات إسرائيلية. 

وأكد الجيش الإسرائيلي الاستهداف، وهو يتهم حزب الله باستخدام المعابر لنقل الكثير من الوسائل القتالية. 

من جهتها، اعتبرت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن استهداف المعابر يعوق ويهدد حقا شريان حياة رئيسيا يستخدمه الناس للهروب من النزاع في لبنان والعبور إلى سوريا. 

في المقابل، أعلن الجيش الإسرائيلي الجمعة مقتل 5 من جنوده في جنوب لبنان، ما يرفع الى عشرة عدد الجنود الذين أعلن مقتلهم خلال أقل من 24 ساعة.

 

مستشفى كمال عدوان 

أما على صعيد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، اقتحمت قوات الاحتلال، الجمعة، مستشفى كمال عدوان شمالي قطاع غزة بعد حصاره لعدة أيام. 

وأفاد الاعلام بأن عملية الاقتحام أسفرت عن عدد من الشهداء والجرحى، مشيرا إلى أن قوات الاحتلال فصلت النساء عن الرجال، ودعت المرضى للنزول إلى ساحة المستشفى. 

وشهد المستشفى عملية إطلاق نار خلال الساعات الماضية، ومنع جنود الاحتلال وصول المساعدات اللازمة إليه. 

وأفاد الاعلام بأن قوات الاحتلال اعتقلت عددا من الناشطين المتواجدين في محيط المستشفى واقتادتهم للتحقيق. 

وزعم جيش الاحتلال الإسرائيلي أن قواته تعمل في محيط مستشفى كمال عدوان شمالي قطاع غزة بناء على معلومات استخبارية. 

وبحسب بيان لجيش الاحتلال فإن الفرقة 162 تعمل في جباليا وفي مستشفى كمال عدوان بعد ورود معلومات استخباراتية حول وجود مقاتلين

 

وبنى تحتية إرهابية في المنطقة. 

من جانبه، أعلن مدير التمريض في مستشفى كمال عدوان استشهاد عدد من الأطفال الخدج ومرضى العناية المركزة بسبب تدمير الاحتلال لمحطة الأكسجين الخاصة بالمستشفى. وأضاف مدير التمريض في تصريحات للغد أن الاتصالات انقطعت مع كل من في المستشفى في الوقت الحالي. 

كما أكد المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة الدكتور خليل الدقران أن الاحتلال يواصل اقتحام المستشفيات منذ 22 يوما في شمالي القطاع.

 وأضاف في مداخلة مع الغد أن قوات الاحتلال اقتحمت مستشفى كمال عدوان وطالبت المرضى والطواقم الطبية بإخلائها والنزول إلى ساحة المستشفى، وأشار إلى أن ممارسات الاحتلال تمثل خطرا كبيرا على حياة المرضى. 

ودعت حركة حماس قادة الدول العربية والإسلامية إلى تحمل مسؤولياتهم والتدخل لوقف ما وصفته بـ«حرب الإبادة والتطهير العرقي» التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني، مطالبةً بعدم الاكتفاء ببيانات الإدانة. 

وأشارت الحركة في بيانها إلى اقتحام قوات الاحتلال مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا، حيث فرضت حصارًا، وقامت بحملة اعتقالات وتنكيل طالت المرضى، والطواقم الطبية، والنازحين، والإعلاميين، معتبرةً ذلك «جريمة حرب» وانتهاكًا واضحًا للقوانين الدولية.

 

أحلك لحظات الحرب 

بدوره، أكد مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، اليوم الجمعة، أن شمال غزة يعيش أحلك لحظات الحرب، محذرا من أن ممارسات إسرائيل قد تصل إلى مستوى الجرائم الفظيعة.

 وأشار فولكر تورك إلى أن «أكثر من 150 ألف شخص قُتلوا أو جُرحوا أو فُقدوا في غزة منذ اندلاع الحرب قبل أكثر من عام».

 وتابع تورك: «أشد ما أخشاه هو أن يرتفع هذا العدد بشكل كبير، نظرا لشدة واتساع نطاق وحجم وطبيعة العملية الإسرائيلية الجارية حاليا في شمال غزة». 

وحذّر المسؤول الأممي من أن سياسات وممارسات الحكومة الإسرائيلية في شمال غزة تهدد بإفراغ المنطقة من جميع الفلسطينيين. 

وأضاف: «نواجه ما قد يرقى إلى مستوى الجرائم الفظيعة، بما في ذلك الجرائم ضد الإنسانية». 

في هذا الإطار، دعا فولكر تورك زعماء العالم إلى التحرك، مذكّرا بأن كافة الدول ملزمة بموجب اتفاقات جنيف بضمان احترام القانون الإنساني الدولي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock