أخبار مصر

احتفالية في ذكرى شهداء الحرب العالمية الثانية العلمين بسفارة اليونان بمصر

علاء حمدي

ترتبط مصر واليونان بعلاقات تاريخية تتجسد عبر العصور ، واقامت سفارة اليونان بالقاهرة مراسم إحياء الذكرى الثالثة والثمانين لمعركة العلمين الخالدة، والتي مثّلت إحدى أبرز المحطات الفاصلة في مسار الحرب العالمية الثانية. وجاءت الفعالية التي تنظمها سنويًا السفارة اليونانية بالقاهرة، تخليدًا لذكرى الجنود اليونانيين .

وجرت المراسم وسط أجواء مهيبة اتسمت بالوقار والإجلال، بحضور رسمي ودبلوماسي رفيع المستوى وشهدت المناسبة حضور رفيع المستوى من الحكومة والسفارة اليونانية، والجيش اليوناني، وكذلك أعضاء الجالية اليونانية في مصر،، تقدّمه نائب رئيس الأركان العامة اليونانية الفريق أول بحري ثيودوروس ميكروبولوس، وسفير جمهورية اليونان لدى جمهورية مصر العربية السيد نيكولاوس باباجورجيو ، وعدد من كبار الديبلوماسيين وجانب ممثلين كبار القيادات من مصر والملحقين العسكريين لعدد من الدول الأوروبية والآسيوية، وأعضاء الجالية اليونانية في مصر وانيس بيراجاكيس قنصل عام اليونان بالإسكندري و أندريا فافيادس رئيس مجلس إدارة الجمعية اليونانيه بالإسكندرية وجمعية رجال العلم اليونانية “بطليموس الأول” برئاسة ايرينى بندليس تليفيتس”.

واستُهلت المراسم بعزف النشيدين الوطنيين المصري واليوناني، تلاها أداء الصلوات الجنائزية بقيادة المطران جيرمانوس من تامياتيوس، ثم وُضعت أكاليل الزهور على النصب التذكاري العسكري اليوناني تخليدًا لأرواح الشهداء التسعة والثمانين الذين سقطوا في معارك العلمين، والذين نُقشت أسماؤهم على لوحات من الرخام لتظل شاهدًا على تضحياتهم وبسالتهم.

وفي كلمته خلال الحفل، أعرب الأدميرال ثيودوروس ميكروبولوس عن بالغ تقدير بلاده للتضحيات التي قدّمها الجنود اليونانيون في تلك المعارك، مؤكدًا أن معركة العلمين كانت نقطة تحول استراتيجية في مسار الحرب العالمية الثانية، إذ تمكّن الحلفاء من وقف زحف قوات المحور وتأمين خطوط الإمداد الحيوية، الأمر الذي مهّد الطريق لهزيمة النازية في أوروبا.

وقال ميكروبولوس: “نقف اليوم بخشوعٍ على أرضٍ امتزجت بدماء أبطالٍ ضحّوا في سبيل المبادئ العليا للحرية والكرامة الإنسانية. إن تضحياتهم لم تكن مجرد فداء للوطن، بل كانت رسالة خالدة إلى العالم بأن الوحدة والإيمان بالقيم الإنسانية قادران على دحر الاستبداد والطغيان.”

وأشار نائب رئيس الأركان اليونانية إلى أن العلاقات بين مصر واليونان تمتد جذورها إلى عمق التاريخ، وهي اليوم تشكّل نموذجًا للتعاون والصداقة والاحترام المتبادل، مؤكدًا أن الجالية اليونانية في مصر تمثل جسرًا حضاريًا متينًا يربط بين الشعبين الصديقين.

من جانبه، أكد السفير نيكولاوس باباجورجيو في كلمته أن إحياء ذكرى شهداء العلمين يُعد تعبيرًا عن الوفاء للذين سقطوا دفاعًا عن أوطانهم وعن القيم الإنسانية المشتركة، مشيرًا إلى أن الاحتفال السنوي في هذه البقعة يجسد مدى ارتباط اليونان بتاريخها وإدراكها العميق لأهمية السلام القائم على العدالة والتعاون.

وعقب الكلمات الرسمية، قام المقدم إيفانجيلوس نيكولاكاكوس، نائب ملحق الدفاع في السفارة اليونانية، بنداء أسماء الأبطال الذين ارتقوا في معارك العلمين، قبل عرض فيلم وثائقي من إنتاج متحف الحرب اليوناني يوثق مشاركة القوات اليونانية في معارك شمال إفريقيا.

وفي المقبرة اليونانية في العلمين، وضع أبرز الحاضرين أكاليل الزهور تكريمًا لليونان من قبل ملحقون عسكريون : من بولندا، بلجيكا، المملكة المتحدة، البرازيل، أستراليا، الأرجنتين، اليابان، الهند، بلغاريا، صربيا، جمهورية التشيك وهولندا ومشاركتها في المعارك الكبرى.

واختُتمت المراسم بمأدبة غداء على الطراز اليوناني التقليدي، أعدّها مطبخ النادي اليوناني بالقاهرة، في أجواء امتزجت فيها روح المحبة والتقدير المتبادل بين الحاضرين.

وتُعدّ معركة العلمين التي دارت رحاها في أكتوبر عام 1942 علامة فارقة في التاريخ الحديث، إذ أسهمت بشكل حاسم في تغيير مسار الحرب لصالح قوات الحلفاء، كما تبقى شاهدًا على عمق التضحيات الإنسانية التي قدّمتها الشعوب دفاعًا عن الحرية والسلام العالمي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock