العصفورة هو مصطلح يطلق على الموظف الذي يقوم بمراقبة زملائه في العمل ونقل ما يراه أو يسمعه للإدارة، وغالبًا ما يتظاهر بالبراءة أو حسن النية.
تلعب هذه الظاهرة دورًا سلبيًا في بيئة العمل غالبًا، لكن يمكن للإدارة توجيهها بشكل إيجابي من خلال سياسات تواصل واضحة، وتشجيع الشفافية، وتدريب الموظفين على مهارات التواصل.
وقد يعتقد البعض بأن “العصفورة” حصري فقط على الشركات المصرية، وهذا خطأ، فالعصفورة معروف في كل مكان، وفي الشركات الأجنبية يُطلقون عليه “the spy“، ويعمل على نقل كافة أخبار زملائه للمدير طمعًا في أن يرتفع شأنه، أو يحصل على امتيازات خاصة.
يراقب زملاءه باستمرار وينقل أخبارهم للإدارة ويظهر في الأماكن المناسبة وقت حدوث الأخطاء قد يُظهر فضولًا زائدًا في الأسئلة، ولكنه في الحقيقة يهدف إلى جمع المعلومات معتقدا بذالك ان يصل الى اعلى المناصب ويكون مدللا من المدير.
يسبب جوًا من عدم الثقة والخوف بين الموظفين، ويخلق جوًا من التوتر وعدم الراحة ويمكن أن يكون حلقة وصل فعالة لنقل المعلومات الصحيحة إذا تم استغلال هذه القدرة بشكل بناء.
ويرتبط وجود “العصفورة” ببيئات العمل الديكتاتورية أو الفوضوية؛ لأن المديرين في الأصل هم من يجندون العصافير لصالحهم، وبالتالي فهم أصل المشكلة، وربما تكون بيئة العمل ديمقراطية، ولكن هناك الخلل في أحد المديرين، وبرغم أن “العصفورة” وجوده شائع في الشركات، ولكن أحيانًا يعاني بعض الموظفين في التعرف عليه؛ هناك بعض الصفات التي تميز العصفورة بناءًا على تجارب العديد من الموظفين في مكان العمل، لنسهل عليك اصطياده بسهولة:
أهم صفة ستجدها في العصفورة هي التصنت على زملائه، ويساعده على ذلك حاسة سمع قوية، فربما تجده في آخر الطُرقة، ويسمع ما يدور بينك وبين زميلك من موضوعات تتعلق بالعمل أو بمديرك، وحينها سيُجن جنونك عندما يصل هذا الكلام لمديرك وربما تشك في زميلك، ولكن الأمر ببساطة أن العصفورة “يسمع دبة النملة”…فالحذر ثم الحذر.
عادة ما يكون شغله الشاغل مراقبتك ليل نهار، ويُسخّر كل حواسه لذلك، ولذا تجده يطّلع على أشياء قد تظن أنه يصعب عليه رؤيتها، كشاشة الكمبيوتر الخاص بك”، وأحيانًا يكون واقفًا بعيدًا عنك، ولكنه يرى ما تفعله على شاشاتك، فإذا كنت تبحث عن وظيفة في شركة أخرى مثلًا ولم تخبر أحد بهذا الأمر سوى زوجتك ستجد أن مديرك أول العارفين بذلك…بالتأكيد زوجتك لم تخبر مديرك، ولكنه “رادار” زميلك العصفورة”.
تجده”كثير الكلام” جدًا، ودائم الأسئلة على الفاضي والمليان؛ لأن هدفه الحصول على معلومات عنك، ويُدرك تمامًا – كعادة الجواسيس- أنه لن يحصل على معلومات عنك بدون أن يتحدث معك سواء على سبيل الجد أو “الهزار” ليعرف فيما تفكر، وما الذي تخطط له، وما هي نظرتك للشركة ولمديرك ولزملائك، ولذا ستجده “حشري” يتدخل في أي حوار يخصَّه أو يخص غيره.
يدعي العصفورة أحيانًا بأنه لا تربطه أي علاقة بالمدير، وربما يبالغ في هذا الإعداء من خلال إظهار كره للمدير والحديث عنه بطريقة سيئة؛ لكي يجرك للحديث عنه بارتياح، كما أنه متلون وكذّاب و”ب100 وش”.
تجده شخص مستفز للغاية، ستكون لو بإمكانك أن تستوقفه وتبرحه ضربًا من شدة غضبك منه، أنا أيضًا مثلك -يعلم الله- ولكن هذا لن يجدي نفعًا للأسف، وسنتعرض أنا وأنت للمسائلة القانونية والطرد، ولكن الحل مع العصفورة هو العكس تمامًا، فالأفضل أن تتجنب إثارة المشكلات معه، وأن تتعامل معه بأقصى مراحل ضبط النفس؛ لأن المواجهة معه لن تكون في صالحك إطلاقًا، خاصة وأنه لا يترك خلفه دليلًا واحدًا يُدينه، كما أنه يحظى بتأييد مديرك.
موجود دائما في مواقف الصدام، ويتغذى على الخلافات، ولذلك تجنب الصدام مع مديرك على الملأ؛ واحرص دائمًا على مناقشة الأمور مع مديرك على انفراد، ولا تُشعر أحدًا بأن هنالك مشكلة وقعت بينكما، حتى لا ينتهز العصافير الأمر ويتصيدون في المياه العكرة.
في بيئات العمل من هذا النوع يكون من الأفضل لك أحيانًا ألا تنخرط مع أحد، وأن تُركز على العمل فقط؛ وهذا سيجعلك محلًا للفت الأنظار، وسيحاول العصفورة أن يعرف ما ورائك، وربما يحاول الوشاية بينك وبينك مديرك…لا داعي للقلق، أنت “على وضعك”، فقط كل ما عليك هو أن تُفاجئ مديرك بعمل جيد يخالف توقعاته عنك، حينها لن يجد العصفورة مدخلًا للوشاية بينكما، وستكون كل ألاعيبه غير مُقنعه.
كخطوة تالية بعد أن تجتهد في عملك، تحدث مع مديرك لتوضيح سوء الفهم إذا كنت قد تعرضت ل”إسفين” من قبل العصفورة، بالتأكيد بعد هذا الانبهار سيكون مديرك مستعدًا ومنفتحًا للحديث معك، وستكون هذه نواة للمصارحة والمكاشفة مع مديرك فيما بعد، وربما لو أوشى بك أحدهم تجد مديرك يتحدث معك مباشرة لكي يفهم ما حدث.
لكي تفوّت على العصفورة أي فرصة من الممكن أن يستغلها ضدك حاول أن تكون صريحًا مع مديرك حتى لو كلفك الأمر بعض المضايقات، فما دام مديرك سيعرف من غيرك في كل الأحوال فمن الأفضل أن يعرف منك، وبالتالي إذا كان هناك شيء ما يزعجك في العمل تحدث معه بدبلوماسية واحترام، بدلًا من الحديث مع زملائك، وكما يقول المثل ” الصراحة راحة”.
دائما ينقل كل التفاصيل للمدير، والمدير بدوره يقيّم ما هو مهم ويستبعد الباقي، وبالتالي يسهل استخدمه – إن كان ساذجًا- لصالحك من خلال إيصال كافة الرسائل التي ترغب إيصالها إلى مديرك بطريقة غير مباشرة.
مع تكرار المواقف يكون مفضوحًا ومكشوف لدى الجميع، حينها (متسميش عليه)، وتجنبه أنت وزملائك لكي يجد نفسه منبوذًا لدى الجميع، وعندما يفتضح أمره سيصبح بالتبعية (كارت محروق) عند المدير، وسيفقد ميزاته، وغالبًا سينتهي به الحال إلى مغادرة الشركة، وهذا أقل عقاب له.
فمن الاحسن لك ان تكون في نفسك وأمسك لسانك ومتقولش حاجة على المدير أو على حد تاني في الشغل، غير الكلام اللي تقدر تقوله في وشه. متروحش تفضفض وتعد تتكلم مع أي حد، لو مضايق ياريت تحكي مع ناس قريبين ليك بس من برة الشغل أساساً ولو من جوة يبقى حد ثقة أوي وجربته مرة واتنين وتلاته، عشان متجيش تلوم إلا نفسك بعد كده، ركز في شغلك وبلاش لت وعجن مع كل من هب ودب.
أما العصافير دول، هم أول ناس هيتأذوا باللي بيعملوه ومش هيبقى ليها قيمة ساعة الجد، ربنا يصلح الحال ويهدي الجميع