عربي وعالمي

استئناف التلقيح ضد شلل الأطفال في غزة وسط تصعيد إسرائيلي

 

 

متابعة / محمد نجم الدين وهبي

 

أعلنت منظمة الصحة العالمية، اليوم الجمعة، أنها تأمل في إعطاء الجرعة الثانية من لقاح شلل الأطفال للأطفال الفلسطينيين في شمالي غزة اعتبارا من الأسبوع المقبل، بعد أن أوقف القصف الإسرائيلي الحملة.

 وذكرت فرانس برس أنه بعد اكتشاف أول إصابة بشلل الأطفال، هي الوحيدة حتى الآن في قطاع غزة منذ 25 عاما، بدأت منظمة الصحة العالمية حملة واسعة النطاق في الأول من سبتمبر/ أيلول لمنع تفشي الوباء.

 المنظمة أعلنت، الأربعاء الماضي، تأجيل المرحلة الأخيرة من حملة التطعيم ضد شلل الأطفال في شمال غزة التي كان من المفترض أن تبدأ ذلك اليوم بسبب «القصف الكثيف» الذي جعل القيام بذلك «أمرا مستحيلا». 

وقال ريك بيبركورن، ممثل منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية، اليوم الجمعة: «ما يزال لدينا أمل كبير في أن نتمكن من القيام بهذه الحملة». 

وتحدث في مؤتمر صحفي في جنيف عبر تقنية الاتصال المرئي من قطاع غزة، موضحا: «لدينا هذه النافذة بين 28 أكتوبر/ تشرين الأول و5 نوفمبر/ تشرين الثاني، وأنا واثق من أن ذلك سيحدث»، مضيفا: «نحن بحاجة إلى الوصول إلى الأطفال، أينما كانوا». 

وتابع: «من المهم للغاية أن ننهي هذا الأمر، الجميع يدرك ذلك، وجميع أطراف هذا الصراع أيضا»، وأكد: «نحن مدينون للأطفال بإنهاء هذا الأمر»، معربا عن مخاوفه من أن الفيروس قد ينتشر خارج حدود القطاع الذي دمرته الحرب. 

وقال بيبركورن إن 452 ألف طفل تم تطعيمهم في وسط وجنوب غزة، و119 ألف طفل في الشمال ينتظرون الجرعة الثانية.

 

إبادة وحشية 

من جانبه، أكد المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة محمود بصل أن السكان في شمال قطاع غزة يتعرضون للإبادة من قبل الاحتلال الإسرائيلي.

 وقال في تصريحات للغد إن على المجتمع الدولي الضغط على الاحتلال لوقف جرائمه في شمال القطاع. 

كما أكد الدكتور ماهر شامية الوكيل المساعد لوزارة الصحة الفلسطينية في شمال غزة أن التنكيل بالمرضى والأطقم الطبية جريمة جديدة تضاف لسجل جرائم الاحتلال. 

وناشد الوكيل المساعد لوزارة الصحة بغزة المنظمات الأممية بالتدخل العاجل لوقف تلك الجرائم. 

من جانبه، أعلن مدير التمريض في مستشفى كمال عدوان استشهاد عدد من الأطفال الخدج ومرضى العناية المركزة بسبب تدمير الاحتلال محطة الأكسجين الخاصة بالمستشفى.

 وأضاف مدير التمريض في تصريحات للغد أن الاتصالات انقطعت مع كل من في المستشفى في الوقت الحالي.

 

«أحلك اللحظات» 

أكد مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، اليوم الجمعة، أن شمال غزة يعيش أحلك لحظات الحرب، محذرا من أن ممارسات إسرائيل قد تصنف «جرائم فظيعة».

وقال فولكر تورك في بيان: «من غير المعقول أن يتفاقم الوضع يوما بعد يوم، إن سياسات وممارسات الحكومة الإسرائيلية في شمال غزة تهدد بإفراغ المنطقة من جميع الفلسطينيين، نحن نواجه ما قد يرقى إلى مستوى الجرائم الفظيعة، بما في ذلك الجرائم ضد الإنسانية».

 

أطفال غزة 

قالت وكالات تابعة للأمم المتحدة إن الأطفال في غزة يموتون من الألم نتيجة عدم تلقيهم العلاج الطارئ الذي يحتاجون إليه في ظل التناقص المستمر في الموافقات الإسرائيلية على حالات الإجلاء الطبي بعد إغلاق معبر رفح.

 وبحسب وكالة رويترز، أوضح جيمس إلدر من منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) خلال إفادة صحفية للأمم المتحدة في جنيف أنه بينما كان يتم إجلاء نحو 300 طفل شهريا في السابق، انخفض العدد الآن إلى أقل من طفل واحد يوميا، فيما تظل السلطات تنتظر دون جدوى الموافقات الأمنية من السلطات الإسرائيلية التي تتحكم في الخروج من القطاع. 

وأضاف وهو يصف عدة حالات لأطفال مصابين بجروح تهدد الحياة ويتم دون مبرر تأخير أو رفض طلبات الأطباء لإجلائهم «نتيجة لهذا، يموت الأطفال في غزة، ليس فقط من القنابل والرصاص والقذائف التي تصيبهم». 

وذكر إلدر أن إسرائيل لا تفصح عندما يتم رفض طلب الإجلاء الطبي، ولا تقدم تفسيرا لأي قرار تتخذه.

 

الفتاة مزيونة 

من بين الحالات التي تحدث عنها إلدر، حالة الفتاة مزيونة (12 عاما) التي تضرر وجهها بشدة إثر ضربة صاروخية قتلت شقيقيها، ورُفض مرارا طلب الإجلاء الطبي اللازم لإنقاذ حياتها رغم عرض إجلائها دون والدتها. 

وقال إلدر: «هذه فتاة تبلغ من العمر 12 عاما، التقيت بمزيونة الآن، إنها شجاعة بدرجة لا تصدق، ولكن تعاني بالطبع من آلام مبرحة وحالتها تتدهور».

 وترقد إيليا البالغة من العمر أربع سنوات في المستشفى منذ 43 يوما بسبب حروق من الدرجة الرابعة تغطي جسدها، وكذلك كانت والدتها التي لم يتم السماح بإجلائها وتوفيت قبل يومين بعد أن تلوثت حروقها بالفطريات. 

ونالت إيليا أخيرا الموافقة على إجلائها بعد وفاة والدتها، لكن موعد الإجلاء لم يُحدد بعد، وقال الأطباء إنهم قد يضطرون إلى بتر يدها وساقها إذا لم يتم إجلاؤها قريبا. 

وأضاف إلدر أنه بالمعدلات الحالية، سيستغرق الأمر سبع سنوات لإنهاء القوائم المكدسة بأطفال يحتاجون للعلاج. 

وقال: «الأطفال في قبضة بيروقراطية لا تبالي وتتفاقم آلامهم بصورة وحشية».

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock