في خطوة غير مسبوقة أثارت جدلاً واسعاً، استهدفت إسرائيل اجتماعاً لقيادات حركة حماس في العاصمة القطرية الدوحة، وهو ما يفتح الباب أمام تداعيات سياسية معقدة على أكثر من صعيد، سواء على صعيد العلاقات بين قطر وإسرائيل أو على مستقبل عملية السلام المتعثرة في المنطقة.
منذ سنوات، لعبت قطر دور الوسيط النشط بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل، سواء عبر دعم جهود التهدئة في قطاع غزة أو من خلال قنوات التفاوض غير المباشرة وقد منحتها هذه الوساطة هامشاً سياسياً مهماً واعترافاً دولياً بقدرتها على التأثير في ملفات إقليمية حساسة.
غير أن استهداف إسرائيل لاجتماع رسمي لحماس على أرضها يضع الدوحة في موقف حرج بين دورها كوسيط معترف به وبين ما يمكن أن يُعتبر تهديداً لسيادتها أو استغلالاً لصبرها الدبلوماسي.
ويتوقع ان تؤثر هذه الضربة الى توتر العلاقات القطرية ـ الإسرائيلية، فمن المرجح أن يشهد المشهد السياسي توتراً واضحاً، حيث ستطالب الدوحة بتوضيحات وضمانات من الجانب الإسرائيلي ، فمثل هذا التصرف قد يُفسَّر على أنه تقويض مباشر لدور قطر كوسيط نزيه.
انعكاسات على عملية السلام: بغياب الثقة في الوسيط، قد تتعطل الجهود الدبلوماسية القائمة، وهو ما يصب في صالح التيارات المتشددة التي ترى أن الحوار مع إسرائيل عديم الجدوى.
ارتدادات إقليمية: دول مثل مصر وتركيا والولايات المتحدة قد تجد نفسها مضطرة إلى إعادة تقييم خريطة الوسطاء في الملف الفلسطيني ـ الإسرائيلي، وربما الدفع نحو أدوار بديلة أو مكملة للدوحة.
وينتظر من قطر ان تتخذ اجراءات غير مسبوقة
كأن تعلن قطر تقليص أو تجميد جهودها الوساطية، وهو ما سيترك فراغاً دبلوماسياً في غاية الخطورة.
تعزيز رواية حماس بأن إسرائيل لا تحترم مسارات التفاوض، مما قد يزيد من تصلب مواقف الحركة في أي جولة مقبلة.
اهتزاز صورة إسرائيل دولياً كطرف يسعى للتسوية، خاصة مع تقاطع استهدافها لاجتماع سياسي مع محاولات واشنطن والأمم المتحدة لإحياء المسار التفاوضي.
من الواضح أن إسرائيل اختارت توقيتاً حساساً لتحركها، وهو ما قد يحقق لها مكاسب تكتيكية على المدى القصير، لكنه يعرّض استراتيجيتها طويلة الأمد للخطر.
فالدوحة كانت تمثل قناة آمنة للتواصل غير المباشر مع حماس، وفقدان هذه القناة يعني زيادة عزلة إسرائيل الدبلوماسية وتراجع فرص الوصول إلى تسويات مرحلية.
إن الحفاظ على الوسطاء وضمان احترام أدوارهم أمر أساسي لنجاح أي عملية سياسية، وتجاوز ذلك يعيد الصراع إلى مربع الصدام المفتوح، حيث الخاسر الأكبر هو الاستقرار الإقليمي.