
استُشهد الصحفي الفلسطيني صالح الجعفراوي صباح اليوم (12/10/2025) في قطاع غزة،رصاص الغدر ينهي صوت الحقيقة ويكشف صراع الخيانة الداخلي في تحوّل مأساوي ومثير للقلق، أثناء أدائه لواجبه المهني في تغطية آثار الدمار والحرب. المفارقة المؤلمة التي أثارت صدمة واسعة هي أن التحقيقات الأولية وشهادات العيان تشير إلى أن الرصاصات التي اخترقت جسده لم تطلقها قوات الاحتلال الإسرائيلي، بل جاءت من جهة مسلحة فلسطينية داخلية.
صوت الحقيقة على “القائمة الحمراء”
كان الجعفراوي، خلال العامين الماضيين، أحد أبرز الأصوات الإعلامية المستقلة من داخل القطاع. عُرف بجرأته في نقل المأساة الفلسطينية، واستخدامه لعدسته وهاتفه المحمول لتوثيق فظائع الحرب وكشف ما وصفه بـ “آلة الدعاية الصهيونية”.
هذه التغطية المستمرة جعلته هدفًا. حيث وصفه الإعلام العبري سابقًا بأنه “خطر يجب إسكاته” وأفادت تقارير بأنه وُضع على “القائمة الحمراء” للاغتيالات الإسرائيلية. لكن النهاية المروعة جاءت على نحو غير متوقع.
تشير المعلومات الواردة من حيّ الصبرة، جنوب مدينة غزة، إلى انقطاع الاتصال بالجعفراوي صباح اليوم بينما كان يوثّق الأوضاع ما بعد الهدنة. وبعد ساعات من البحث، عُثر على جثمانه مصابًا بما لا يقل عن سبع طلقات نارية في أجزاء متفرقة من الجسد.
تفيد التقارير الصحفية الأولية بأن أصابع الاتهام تُشير إلى مجموعة مسلحة يُعتقد أنها تابعة لميليشيات أو أفراد متعاونين مع الاحتلال الإسرائيلي، والذين وردت تقارير عن تورطهم بتقديم معلومات أو تسهيلات للجيش الإسرائيلي أثناء العمليات العسكرية.
ويُزعم أن هذه العناصر، عقب توقف القتال، بدأت في حملة تصفية ضد النشطاء والشخصيات العامة التي كانت قد كشفت أو فضحَت تواطؤهم وخيانتهم للرأي العام الفلسطيني.
يُعيد استشهاد الجعفراوي تسليط الضوء على الخطر المزدوج الذي يواجه النشطاء والصحفيين في القطاع. فإلى جانب التهديد المستمر من الخارج، يبرز خطر داخلي يتمثل في تفشي ظاهرة الخيانة والتواطؤ واستخدام القوة لتصفية الحسابات السياسية أو الشخصية تحت ستار الحرب.
الجعفراوي، الذي كان يردد دائمًا: “لا أخشى الموت وسأظل شوكة في ظهرهم”، لم يكن يتوقع أن تأتيه رصاصة الغدر من بين صفوف من يُفترض أنهم أبناء وطنه.
تترك رسالة الجعفراوي الأخيرة صدى عميقًا، محذرة من أن “الخطر الحقيقي يكمن في أولئك الخونة والمنافقين الذين يحملون وجوهنا ويتحدثون بلغتنا”، في إشارة واضحة إلى عمق الأزمة الأخلاقية والسياسية الداخلية
في خضم النزاع.