هناء الصغير
اكتئاب الحمل هو حالة نفسية تؤثر على العديد من النساء أثناء فترة الحمل، وهي ظاهرة قد تكون غير مفهومة بشكل كافٍ. تشير الدراسات إلى أن نسبة كبيرة من النساء قد يعانين من مشاعر الاكتئاب أو القلق خلال هذه الفترة، مما يستدعي الاهتمام والدراسة، وفي هذا الصدد، قال الدكتور خالد أحمد عبد العزيز سطوحي، أستاذ النساء والتوليد بكلية طب القصر العيني،: إن اكتئاب الحمل ليس مجرد حالة عابرة، بل يمكن أن يكون لها تأثيرات طويلة الأمد على صحة الأم والطفل.
أسباب اكتئاب الحمل
ويرجع الدكتور سطوحي، أن الإصابة باكتئاب الحمل له عدة عوامل تؤدي إلى ظهور اكتئاب الحمل ومن بينها “التغيرات الهرمونية” خلال فترة الحمل؛ حيث تتغير مستويات الهرمونات بشكل كبير، مما يمكن أن يؤثر على المزاج إلى أن بعض النساء قد يكن أكثر حساسية لهذه التغيرات، مشيرًا إلى أن الحمل قد يكون مصحوبًا بالعديد من الضغوط، مثل القلق بشأن الولادة، أو التخوف من التغيرات الكبيرة في الحياة بعد قدوم الطفل.
وأضاف سطوحي عدم وجود دعم من الشريك أو العائلة يمكن أن يزيد من شعور المرأة بالعزلة. النساء اللواتي يعانين من مشاكل في العلاقات الاجتماعية قد يكن أكثر عرضة للاكتئاب، موضحًا أن النساء اللواتي لديهن تاريخ سابق من الاكتئاب أو القلق هن أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب أثناء الحمل.
ما هي أعراض الإصابة باكتئاب الحمل؟
ويوضح الدكتور سطوحي أن أعراض اكتئاب الحمل، والتي تشمل “شعور دائم بالحزن أو اليأس، فقدان الاهتمام بالأنشطة التي كانت ممتعة سابقًا، تغيرات في الشهية، مثل فقدان الوزن أو زيادة الوزن، اضطرابات النوم، مثل الأرق أو النوم المفرط، صعوبة في التركيز أو اتخاذ القرارات، شعور بالذنب أو عدم القيمة”.
ما هي تأثيرات اكتئاب الحمل على الأم والجنين؟
ولفت أستاذ النساء والتوليد، أن اكتئاب الحمل لا يؤثر فقط على الأم، بل يمكن أن يكون له تأثيرات سلبية على صحة الجنين، مشيرًا إلى بعض الدراسات أظهرت أن النساء المصابات بالاكتئاب أثناء الحمل قد يكن أكثر عرضة للولادة المبكرة، بالإضافة إلى أن الأطفال قد يعانون من انخفاض الوزن عند الولادة.
العلاج والدعم
وعن تقديم العلاج والدعم للأم الحامل ، يؤكد الدكتور خالد على أهمية العلاج والدعم في التعامل مع اكتئاب الحمل، موضحًا أن هناك خيارات متاحة تشمل العلاج النفسي، مثل العلاج السلوكي المعرفي، والذي يهدف إلى تغيير الأنماط السلبية في التفكير، والأدوية؛ حيث أن بعض الأدوية المضادة للاكتئاب قد تكون مناسبة للنساء الحوامل، ولكن يجب تناولها تحت إشراف طبي دقيق.
كما أن الانخراط في مجموعات الدعم أو التحدث مع الأصدقاء والعائلة يمكن أن يكون له تأثير إيجابي كبير على الحالة النفسية.
الاهتمام بالصحة النفسية بعد الولادة
ويوصي الدكتور خالد سطوحي، على أهمية متابعة الحالة النفسية للأمهات بعد الولادة، وتقديم الدعم المستمر لهن؛ حيث أن الاكتئاب لا ينتهي عند الولادة. بل، قد تستمر بعض النساء في مواجهة تحديات نفسية بعد إنجاب الطفل، مثل اكتئاب ما بعد الولادة.
ويؤكد الدكتور خالد أحمد عبد العزيز سطوحي، إن معالجة هذه القضية تتطلب التعاون بين الأمهات ومقدمي الرعاية الصحية والمجتمع ككل.
من خلال رفع مستوى الوعي وتقديم الدعم المناسب، يمكننا أن نساعد النساء الحوامل في التغلب على هذه التحديات، مما يؤدي إلى نتائج أفضل للأمهات والأطفال.
إن فهم هذه الحالة النفسية والتعامل معها بجدية يمكن أن يسهم في خلق بيئة صحية وآمنة للأجيال القادمة.