دين ومجتمع

فيها غرف يرى ظاهرها من باطنها

بقلم / محمـــد الدكـــر
الحمد لله الذي خلق الخلق بقدرته، ومنّ على من شاء بطاعته، وخذل من شاء بحكمته، فسبحان الله الغني عن كل شيء، فلا تنفعه طاعة من تقرب إليه بعبادته، ولا تضره معصية من عصاه لكمال غناه وعظيم عزته، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له في إلاهيته، وأشهد أن نبينا وسيدنا محمدا عبده ورسوله خيرته من خليقته، اللهم صلي وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وصحابته صلاة وسلاما كثيرا، أما بعد فاتقوا الله تعالى بدوام الطاعات، وهجر المحرمات فقد فاز من تمسك بالتقوى في الآخرة والأولى، وخاب وخسر من اتبع الهوى ثم أما بعد اعلموا يرحمكم الله أن في الجنة قصور مبنية من الذهب والفضة تسرّ الناظرين ويتنعم بها الساكنون، فقال صلى الله عليه وسلم عن بنائها ” لبنة من ذهب ولبنة من فضه وما بينهما المسك، وحصباؤها اللؤلؤ والياقوت، وتربتها الزعفران” رواه أحمد.
وعن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه قال، قال صلى الله عليه وسلم ” فيها غرف يرى ظاهرها من باطنها، وباطنها من ظاهرها، لمن أطعم الطعام وألان الكلام وتابع الصيام وصلى بالليل والناس نيام” رواه أحمد وابن حبان، وكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” في الجنة للمؤمن خيمة من لؤلؤة مجوفة طولها ستون ميلا، للمؤمن فيها أهلون، يطوف عليهم المؤمن فلا يرى بعضهم بعضا” رواه مسلم، وإن تراب الجنة المسك والزعفران كما في حديث أنس رضي الله عنه، وللجنة رائحة عبقة زكية تملأ جنباتها، وهذه الرائحة يجدها المؤمن من مسافات شاسعة، ففي الحديث أنها توجد من مسيرة أربعين سنة، وفي رواية من مسيرة سبعين سنة، وفي الجنة الحدائق والأعناب والنخيل والرمان والفاكهة والسدر المنضود وغيرها، وثمر هذا الشجر لا ينقطع.
بل أكلها دائم وما له من نفاد، ومن أشجار الجنة شجرة يسير الراكب الجواد المضمر السريع مائة عام وما يقطعها كما في حديث أبي سعيد المتفق عليه، ومنها سدرة المنتهى التي رآها صلى الله عليه وسلم عند معراجه، وسيقان أشجار الجنة من الذهب كما في حديث أبي هريرة، قال صلى الله عليه وسلم ” ما في الجنة شجرة إلا وساقها من ذهب” رواه الترمذي والبيهقي، وكثرة أشجار الجنة للمؤمن بإكثاره من ذكر الله تعالي، ويأكل ويتفكه أهل الجنة في الجنة، ففيها ما تشتهيه الأنفس من المآكل والمشارب، والطيور والدواب، ويقال لهم ” كلوا واشربوا هنيئا بما أسلفتم في الأيام الخاليه ” وفي الجنة أنهار متعددة، حيث قال الله تعالى في سورة محمد ” مثل الجنة التي وعد المتقون فيها أنهار من ماء غير آسن وأنهار من لبن لم يتغير طعمه وأنهار من خمر لذة للشاربين وأنهار من عسل مصفي “
وفي الجنة عيون عذبة، منها عين الكافور وعين التسنيم وعين السلسبيل كما وردت بذلك الآيات، فيا عباد الله، إن فضلات الأكل والشرب في الجنة مسكا، فكيف بطعام وشراب الجنة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” إن أهل الجنة يأكلون فيها ويشربون ولا يتفلون ولا يبولون ولا يتغوطون ولا يمتخطون” قالوا فما بال الطعام؟ قال ” جشاء ورشح كرشح المسك” رواه مسلم، ولأهل الجنة في الجنة زوجات عفيفات جميلات، منهن نساء الدنيا، ومنهن الحور العين، فأما نساء الدنيا فزوجة المؤمن في الدنيا زوجته في الآخرة إذا دخلت الجنة، وتكون مع الحور العين، وتكون أجملهن، حيث قال تعالى في الزخرف ” ادخلوا الجنة أنتم وأزواجكم تحبرون ” وأما الحور العين فهن حور عين، كواعب أبكار، عربا أترابا كأنهن الياقوت والمرجان.
وفي الحديث المتفق عليه قال صلى الله عليه وسلم “ولكل واحد زوجتان، يُرى مخ ساقها من وراء اللحم من الحسن” وروى البخاري قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ” ولو أن امرأة من أهل الجنة اطلعت إلى أهل الأرض لأضاءت ما بينهما ولملأته ريحا، ولنصيفها على رأسها خير من الدنيا وما فيها”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock