مقالات وآراء

الاعتراف الدولي بدولة فلسطينية… هل هو تغيير في الموقف الدولي؟»

المستشار / أسعد محمود الهفل

على الرغم من أنّ الاعتراف الدولي بدولة فلسطين كان منذ عام 1989؛ إذ بلغ عدد الدول التي اعترفت بالدولة الوليدة قرابة 78 دولة، إلا أنّ اعتراف 157 دولة من مجموع الدول الأعضاء في منظمة الأمم المتحدة خلال عام 2025 يُعدُّ تحولاً كبيراً في المزاج الدولي تجاه حقّ الشعب الفلسطيني في إقامة دولته على أرض فلسطين، طبقاً للقوانين الدولية والقرارات الصادرة عن المنظمات الدولية.

فما دلالات ازدياد عدد الدول التي اعترفت بالدولة الفلسطينية؟ وما تأثير ذلك في حلّ الدولتين الذي تتبنّاه الأكثرية المطلقة من دول العالم؟

ودونما شك… إنّ السبب المباشر لازدياد عدد الدول التي اعترفت بالدولة الفلسطينية هو حرب الإبادة التي يشنّها اليمين المتطرّف في إسرائيل على الشعب الفلسطيني عموماً، وعلى غزة خصوصاً؛ وإنّ هول الجرائم وبشاعتها، إلى جانب خروج المتظاهرين والناشطين في جميع دول العالم واستمرار المظاهرات، كان له الأثر المباشر في ذلك.

وعلى الرغم من ذلك، إنّ هذه الاعترافات –على أهميّتها السياسية والإعلامية في إعادة القضية الفلسطينية إلى واجهة الأحداث العالمية– تبقى دون المستوى المطلوب من أجل تحقيق إقامة الدولة الفلسطينية ما لم تترافق مع خطوات فعليّة تجبر إسرائيل على القبول بها؛ فالمؤتمرات الإقليميّة والدولية باتت جميعها تطالب إسرائيل بوقف حرب الإبادة، وكان من بين هذه الأصوات حتى بعض حلفائها (مثل بريطانيا وفرنسا).

غير أنّ الموقف يظلّ ناقصاً مادامت الولايات المتحدة الأمريكية، الراعي الفعليّ لإسرائيل، لا تحرّك ساكناً، بل تضع كلّ قوتها السياسية والاقتصادية والعسكرية إلى جانبها.

ولذلك، إنّ المطلوب هو تحرّك فعليّ ومناسب من الدول العربية والإسلامية لاغتنام هذا التعاطف الدولي الشعبي والرسمي مع غزّة، وتوظيف العزلة السياسية والثقافية والإعلامية، التي باتت إسرائيل تعاني منها بسبب الإبادة التي تشنّها منذ أكثر من عامين وما تزال مستمرة.

ولنا في سقوط النظام العنصري في جنوب أفريقيا مثالٌ يُحتذى؛ إذ جاء بفعل المقاومة الداخلية والضغوط الدولية المتمثّلة في العقوبات الاقتصادية والسياسية، وفرض الحظر على استيراد السلاح على النظام العنصري (عام 1991). وهذا يؤكّد أنّ الموقف الدولي من قيام الدولة الفلسطينية ما يزال ضعيفاً ودون المستوى، ويعكس قلقاً كبيراً من الدول التي اعترفت بها أخيراً تحت ضغط شعوبها، والحرج من هول الجرائم التي ترتكبها إسرائيل بحقّ الشعب الفلسطيني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock