مقالات وآراء

البلطجة.. خطر صامت يهدد أمن المجتمع

جريدة الصوت

 

 

بقلم: طارق فتحى السعدنى 

 

لم تعد مشاهد البلطجة وترويع المواطنين مقتصرة على أفلام السينما أو الحكايات القديمة،

بل أصبحت واقعا يوميا يطل برأسه القبيح عبر منصات التواصل الاجتماعي،

حيث تتناقل الصفحات مقاطع مصورة لممارسات تخدش الإحساس بالأمن وتثير الخوف في نفوس الأبرياء.

 

إن أخطر ما في الظاهرة أنها لم تعد مجرد تصرف فردي شاذ،

بل تحولت إلى سلوك يتباهى به البعض عبر نشر مقاطع العنف والتعدي وكأنها بطولات زائفة تجذب المشاهدات وتثير الجدل. هذه الظاهرة تحمل في طياتها رسائل خطيرة أخطرها أن البلطجة قد تجد لنفسها أرضا خصبة بين الشباب إذا لم يتم التصدي لها بحزم ووعي.

 

وقد نرى في الآونة الاخيرة أن الدولة المصرية بذلت جهودا كبيرة في ملاحقة الخارجين عن القانون، لكن الدور لا يقف عند الأجهزة الأمنية فقط،

بل يمتد إلى الأسرة والمدرسة والإعلام فالمجتمع بحاجة إلى منظومة وعية تحصن الأجيال من الانجراف وراء هذا الانحراف.

إن التربية على قيم الانضباط والاحترام والمسؤولية المجتمعية هو السلاح الأول لمواجهة مثل هذه السلوكيات.

 

كما أن وسائل التواصل الاجتماعي مطالبة بتحمل مسؤوليتها عبر ضبط المحتوى وعدم السماح بتداول مقاطع التحريض على العنف أو التفاخر بالبلطجة، فالإعلام الإلكتروني قد يكون سلاحا ذا حدين إما أن يساهم في نشر الفوضى أو أن يكون منصة لتأكيد القيم.

 

الرسالة الواضحة التي يجب أن تصل للجميع: الأمن خط أحمر، والبلطجة ليست بطولة بل جريمة، ومجتمعنا لن يقبل أن يروع فيه المواطن أو يهان فيه القانون.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock