
محمود سعيد برغش
الحارث المحاسبي رضي الله عنه أحد الصالحين الكبار جاءته ورقة مكتوب فيها: يا شيخنا إني أقوم بغزل الصوف ليلا على مصابيح الشرطة الذين يقفون لحراسة الشارع ليلا، فهل هذا يجوز شرعا؟ فقبل أن يجيب على السؤال سأل عنها، فقالوا له: بنت الإمام أحمد بن حنبل، فهو كان يعلم أن هذا السؤال لا يأتي إلا من صديقة بنت صديق.
جيء بزيت الزيتون إلى بيت المال في عهد عمر بن عبد العزيز، فكان يعبئ الزيت بنفسه، فدخل ابنه ووضع يده على الزيت، ثم وضع يده على رأسه ومسح الزيت فيها، فرآه عمر بن عبد العزيز، فقال له: يا ولدي لا يحل لك، كم أخذ ابنه من الزيت؟ فاستدعى الحلاق وحلق له شعره بالموسى، لو كنت ابنه فماذا كان سيمثل لك هذا الأمر؟ لغضبت غضبا شديدا، لأنك سوف ترى الأمر لا يستحق ردة الفعل هذه، ولكن لا تعجب، إنهم أناس نشأوا على طاعة الله، وعلى الورع، فخافوا من أقل القليل من الحرام، كما يخافون من كثيره، هذه هي التربية الإيمانية.