كتب:سيد يوسف
تباينت الأراء مؤخرا بعد إعلان جامعة الأزهر عن إمكانية تعريب
علوم الطب والهندسة والصيدلة،فبينما أيد البعض التعريب مؤكدين انه سيسهل على الطلاب عملية الإستيعاب دون عائق اللغة الأجنبية.
عارض البعض الأخر عملية التعريب مؤكدين انها ستصعب الوصول للأبحاث والدراسات الحديثة التى تم إعدادها باللغة الأجنبية فضلا عن ان المؤتمرات العلمية العالمية تكون باللغة الأجنبية وهذا سيعوق التنافسية العالمية وستقيد حرية الإبداع.
ولعل هذه ليست المرة الأولى التى يتم فيها طرح فكرة تعريب العلوم والتى يرى البعض انها تهدف إلى تعزيز الهوية الثقافية والحفاظ على اللغة العربية كلغة علمية قادرة على استيعاب المصطلحات التقنية الحديثة.
ولكنها لم تنفذ نتيجة وجود بعض التحديات ومنها ما يتعلق بإفتقار اللغة العربية لبعض المصطلحات الطبية الدقيقة فضلا عن ان الأبحاث والمراجع الطبية العالمية مكتوبة بالغات أجنبية وستستغرق جهدأ كبيرا لإعداد قواميس علمية حديثة باللغة العربية مما سيمثل عائقا أمام الدارسين.
كما ان غالبية المؤتمرات الطبية العالمية والابحاث تم إعدادها باللغة الإنجليزية واذا تم تعريب الطب لن يتمكن الدارس من المشاركة فى هذه المؤتمرات او الوصول للأبحاث بسهولة مما سيولد فجوة وعدم القدرة على التنافسية فى سوق العمل.
ان قرار تعريب العلوم يجب ان يبقى قيد الدراسة لتلافى اى إخفاقات وبخاصة ان التجارب التى قامت بها بعض الدول مثل سوريا والعراق على الرغم من نجاحها نسبيا الى انها واجهت تحديات كثيرة كان أهمها ضرورة توفير مراجع أجنبية مترجمة.
لذا يجب دراسة الموضوع بطريقة أشمل وعمل حوار مجتمعى موسع يضم علماء اللغة العربية والاطباء والصيادلة لبحث العقبات التى ستحول دون تنفيذ هذه الخطوة والعمل على تزييلها اذا كان هناك ضرورة حتمية لتنفيذ جامعة الأزهر تعريب العلوم بما لا يؤثر على عملية الإستيعاب والدراسة والتنافسية.