مقالات وآراء

التفريزات والموضة الرمضانية: هوس الستات وجنان الرجالة… والنتيجة؟ سوق مولّع وبيوت بتتخرب!

جريدة الصوت

فيفى سعيد محمود

مع دخول موسم رمضان، نشهد كل سنة الظاهرة العجيبة: سباق الستات في التفريزات! الموضوع بقى شبه بطولة عالمية، كل واحدة بتحاول تكسب لقب “ملكة الفريزر الممتلئ”، وكأن رمضان مش شهر الصيام، بل شهر تخزين المؤن استعدادًا لحرب نووية!

الفريزر… العفريت اللي بياكل الفلوس والمساحة!

في بيوت كتير، الفريزر بقى أهم من العريس، ويتعمل له حساب أكتر من خطط المصيف. تلاقي الست داخلة السوق وهي ماسكة ورقة مليانة طلبات، تشتري الطماطم، الفلفل، الباذنجان، البسلة، الجزر، اللحمة، الفراخ، الجمبري، السمك… لحد ما تشوف نفسها خرجت من السوق وهي دافعة نصف مرتب جوزها! وبعد كل ده، تشتكي إن الأسعار نار! يا حبيبتي، الأسعار ولعت لأن كل ست قررت تخزن نصف المحصول في بيتها، وبقت التجار تستغل الهوجة دي وترفع الأسعار أكتر وأكتر!

موضة التفريز… لما البسلة بقت أهم من الفستان الجديد!

زمان كانت الموضة في اللبس، دلوقتي الموضة في التفريز!

لازم الكيس يكون مكيس بطريقة شيك، ولازم الأكياس تكون “فاكيوم” للحفاظ على النكهة، وكأنك بتحضر وجبات لرحلة المريخ.

ولو واحدة نشرت صورة الفريزر بتاعها وعليه إضاءة LED، تبدأ الحروب الكلامية في الجروبات:

“أنتِ جبتِ أكياس السيليكون منين؟”

“ليه مش بتحطي ورق زبدة بين طبقات البانيه؟”

“تفريزك عشوائي، الفريزر عندي مرصوص زي رف السوبر ماركت!”

ومع الحماس ده، الست تبدأ تفريز حاجات غريبة… عصير ليمون؟ حاضر!

تفريز محشي جاهز؟
ليه لأ!
تفريز كشري متكامل؟ أهو حصل! والكارثة لما تكتشف بعد رمضان إنها نسيت الأكل المجمد أصلاً، وتبدأ تلاقي حاجات غريبة متجمدة من ٣ سنين!

الراجل في وسط العاصفة: لما يحس إنه عايش جوه تلاجة!

الراجل هنا بيبقى ضحية صامتة، يشوف مرتبه بيتبخر في “حملة تفريزات رمضان”، ويحاول يعترض، لكن الرد بييجي جاهز:

“أنت عاوزني أطبخ كل يوم؟”

“الأسعار هتغلى أكتر، يبقى لازم نختزن!”

“بلاش تبقى بخيل ومتزنقنيش!”

وبين رعب الفواتير وازدحام الفريزر، يبدأ الراجل يلاحظ إنه فقد السيطرة على بيته… فين درج الجوارب؟ مش موجود، لأن الفريزر الجديد أخد مكانه! عاوز يشرب حاجة ساقعة؟ صعب، الفريزر مليان كراتين لحمة! يفتح التلاجة يدور على سندوتش؟ يلاقي مكانه ٦٠ كيس باذنجان مقلي! وفي النهاية، إما يستسلم للأمر الواقع أو تبدأ المناقشات اللي ممكن تنتهي بكارثة الطلاق في “محكمة التفريزات”!

السؤال الأخير: هل التفريز ضرورة ولا هوس جماعي؟

في النهاية، يبقى السؤال المهم: هل الست المصرية بتفرز علشان ترتاح ولا علشان تتفاخر؟

هل الحكاية بقت موضة زي “الديتوكس” و”اللانش بوكس”؟

وإلى متى سيظل الرجال يعانون من طغيان الفريزر؟

الإجابة عندك، يا ست الكل، ويا رب تكوني بتقري المقال وإنتِ مش واقفة على سلم الفريزر!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock