مقالات وآراء

التوحد الإسلامي الكابوس الحقيقي لإسرائيل

جريدة الصوت

 

بقلم/إبراهيم مجاهد صلاح – اليمن

بعد عملية طوفان الأقصى، لم تعُد إسرائيل تخشى المواجهات العسكرية بقدر ما تخشى الظاهرة التي بدأت تظهر جلياً في الساحة الإسلامية، توحد المسلمين عبر المذاهب والطوائف في مواجهة الاحتلال. لقد أيقن الكيان الإسرائيلي المؤقت أن وقوف وتعاطف الشيعي والزيدي والسني مع غزة ومظلوميتها، وتضامنهم مع أهلها، يشكل تهديداً وجودياً لمستقبله في المنطقة.

إسرائيل تعتمد في بقائها على سياسة فرق تسد، وهي استراتيجية إستعمارية قديمة تعمل على إبقاء المنطقة ممزقة طائفياً ومذهبياً، لكن مشاهد التلاحم بين المسلمين خلال العدوان على غزة، من تظاهرات في بيروت وطهران وصنعاء والمغرب والأردن وعُمان، إلى البيانات الداعمة من علماء ومفكري مختلف المذاهب، كشفت أن الجدار النفسي الذي بنته إسرائيل بين المسلمين بدأ يتهاوى.

لقد أدرك الكيان اللقيط أن القضية الفلسطينية لم تعد حكراً على السنة فقط، بل أصبحت قضية جامعة لكل المسلمين، بغض النظر عن انتماءاتهم المذهبية، هذا التحول يُضعف الرواية الإسرائيلية التي تروج لفكرة أن الصراع هو (سني- يهودي)، ويفتح الباب أمام مقاومة أوسع وأكثر شراسة.

عندما يقف ويضحي حزب الله (الشيعي) إلى جانب حماس (السنيه)، وعندما يتعرض اليمن المعروف بأنتماءه للمذهب (الزيدي) إلى عدوان وحصار وتُسفك دماء أبناءهُ نُصرةً لغزة، وإيران والعراق كذلك بسبب دعمهم لغزة؛ فإن إسرائيل تواجه كابوساً استراتيجياً. فالتاريخ أثبت أن المسلمين عندما يتوحدون، يصعب هزيمتهم، والاحتلال يدرك أن انتصاراته العسكرية المؤقتة لا تعني شيئاً أمام الصحوة السياسية والعسكرية المتنامية في العالم الإسلامي.

الخطر الأكبر على إسرائيل ليس صواريخ المقاومة فحسب؛،بل الوعي الجمعي للمسلمين بأن العدو واحد، وأن المسميات الدخيله على الدين الإسلامي صناعة إسرائيلية أمريكية. الغرض منها إبقاء الشعوب الاسلامية في تناحر فيما بينهم، لكن هذا الوعي الحاصل اليوم الذي وحد المسلمين ضد العدو الإسرائيلي، هو ما قد يُحدث تغييراً جذرياً في موازين القوى، ويجعل وجود إسرائيل في المنطقة مهدداً إلى أن يتم إزالتها بإذن الله قريباً.

وما يجب على كل المسلمين في هذه المرحلة بالذات، هو أن يعلموا أن إسرائيل تُهزم عندما تتوحد الكلمات والمواقف والسيوف. لقد كان طوفان الأقصى إيذاناً ببدء مرحلة جديدة، حيث لم يعد الصراع حدودياً فقط؛ بل وجودياً، وإسرائيل تخشى هذه الوحدة أكثر من أي سلاح، لأنها تعلم أنها البداية الحقيقية للنهاية، وتعرف هذا جيداً؛ لذلك ترى في الوحدة الإسلامية كابوسها الأكبر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock